يسرى الفخرانى

مستقبل أسود!

الإثنين، 04 يوليو 2011 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسئلة أسئلة، دون إجابة واحدة، زمن الأسئلة التى لا تجد لها إجابة حقيقية أو أقرب إلى الحقيقة، نسأل، ساعة بعد ساعة ويوم بعد يوم، ولا تتوفر لدينا مايشبه الإجابة التى يجب أن نعرفها، وهكذا.. تظهر مئات الوجوه التى تقدم لك إجابات مشبوهة وكاذبة ومرهقة، تفتقد الحقيقة للمرة الألف، أكل عيش، والإجابات التى لاتعرف الحقيقة تتحول إلى قلة أدب وقلة ذوق وقلة عقل، ونحاول أن نصدق، على الرغم أنه لايوجد شئ يمكن أن يدخل عقل طفل، قرأت فى رواية لأرنست هيمنجواى أن البلد الذى تكثر أسئلته البلهاء، يصبح مستنقعا لتكاثر الباعوض والحشرات الضارة!

أحاول فى كثير من الأحيان أن أختفى من الحياة يوم أو أكثر، أقطع كل صلة لى بها، لعلنى أستريح، هذا طوفان يكذب دون توقف، كذب أبله هم أول من لايصدقونه، لكنهم لسبب وآخر يستمرون فى الكذب، يحملون أكاذيبهم إلى شاشات التليفزيون وصفحات الصحف، يبتلعون حبوبا مشجعة على البلادة.. ليكذبوا دون شعور بالذنب، أكاذيب فى صورة إجابات..، أكاذيب يمكن أن تمر من جهاز كشف الكذب دون أن يصدر رنين يشير إلى أماكن الكذب، فى أصواتهم ما ينبئ عن احتراف فى الكذب، صوت أجوف يخفى تفاصيل الكذب دون أن يفقد هيبته، كثيرون يكذبون، وطن كله يكذب فى الإجابة ويكذب فى السؤال ويكذب وهو يكشف عن أسنان صفراء تدعى أنها تصدق الأكاذيب التى تقال، نصحو لنكذب أو نبتلع برضاء كامل أكاذيب جديدة، وينتهى اليوم وقد حققنا رقما قياسيا فى الكذب، نكذب فى السؤال، نكذب فى المشاعر، نكذب فى الحقيقة، نكذب فى الأحلام، نكذب فيما نريده، نكذب فى الموافقة على مايدعيه آخرون، نكذب جميعا، والحل صعب أو الحل مر جدا، لأن الحل هو أن يصبح لدينا جرأة لأن نقول كلنا الحقيقة كاملة لوجه الله، وأولها حقيقة أنفسنا، من نحن؟ ماذا يمكن أن نفعل؟ ماذا نريد؟

ضعنا ولن نكون إلا بالحقيقة، الحقيقة التى تطرح سؤالا حقيقيا، والحقيقة التى تكتب إجابات حقيقية، هذه الأقنعة التى نرتديها، ونفكر بها، لن تصل بنا إلى مانريد من تغيير، هذه الوجوه المنفوخة دون أن تملك مؤهلات لذلك هى تأخذ وطنا بأكلمه إلى الهاوية، حين نطرح أسئلة لمجرد أن نبدو قادرين على طرح الأسئلة، لمجرد أن نقول نحن هنا، لمجرد أن نثبت لكل من حولنا أننا نفهم، نذهب بالوطن إلى الجحيم بكل حسن النية، متى نصمت، فلانتكلم إلا حين نملك حقيقة نقسم بها أمام الله أنها الحقيقة وأنها ليست مغرضة لأى سبب كان، إصلاح المجتمع يجب أن يبدأ من لسانه، هذه المرة يجب أن ندرك أن إصلاح حياتنا، يجب أن يبدأ بتصحيح كل مانقوله، هناك انفجار علاجه يبدأ بنا، مستقبلنا مظلم تماما إذا لم نتصارح ونتصالح مع أنفسنا فى أقرب وقت ممكن، وتذكر: يجب أن نرى كل شئ فى حجمه الحقيقى.. وأولهم نحن.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة