تفاءل.. ابتسم للقادم فلن يكون أبداً أسوأ مما فات. قد تتهمنى بالسذاجة، وتقول إننى عباسية رسمى أو «بريالة». ما الذى يدعوك للتفاؤل والابتسام أيها الكاتب «الأهطل»، أسمعها همساً وليس عليك حرج إن ذكرتها فى سرك الآن شريطة ألا أسمعها هل ما يحدث فى مصر الآن يدعوك للتفاؤل والابتسام؟.. أسمعك تسأل وأطلب منك المزيد قل.. هل أنت تعيش معنا؟ أيعجبك سيطرة البلطجية على الشارع المصرى؟.. ألم تسمع عشرات الحكايات عن السرقة والاغتصاب والنهب نهارا جهارا على أيدى عصابات البلطجية؟ هل يعجبك هذا الانفلات الأمنى فى ظل وزارة داخلية رخوة وحكومة ضعيفة وحالة من السيولة فى المجتمع تجعل كل من يريد أن يفعل شيئا يفعله بلا رادع أو خوف من قانون؟ هل يعجبك أننا معرضون لمجاعة وانهيار اقتصادى، لأننا لا ننتج ولأن كل مصرى من الثمانين مليونًا صار فقيها فى الدستور ولا إبراهيم درويش، ومناضلا ولا جيفارا، وثورياً وزعيما ولا مصطفى كامل وسعد زغلول؟.. هل يعجبك خطاب الإخوان والسلفيين؟ الأخ أبو البخارى قال إنه إذا لم يعجبه الفن الذى سوف ينتج بعد الثورة فسوف يغيرونه ولو بالقوة، ولابد للأفلام والأغانى والمسلسلات أن تلتزم بأخلاق الإسلام. يعنى لابد أن يمر السيناريو على الجماعة السلفية قبل تنفيذه، وبالتالى إذا حمل مشهداً عاطفياً أو قبله على الطريقة الفرنسية يحذف بالقوة حتى لو كان البطل شريراً أو فاسقاً والبطلة منحرفة، حسب ضرورات الدراما، هل يعجبك حال السياحة والخراب الذى يخيم على شرم الشيخ والغردقة؟ هل يعجبك توقف الإنتاج فى المصانع بسبب المظاهرات الفئوية وسحب الاحتياطى النقدى الأجنبى من لحم الحى؟! هل هذه هى تباشير ثورتكم ومنجزاتها التى وعدتمونا بها؟ يا عم ملعون أبو الثورة التى لا أشعر معها أنا وأسرتى بالأمان..؟ ما سبق سمعته بالحرف من أحد أشهر المطربين الشبان، وطلب منى ألا أذكر اسمه، وبعد أن سكت قلت له أنا معك فى كل ما ذكرت عدا لعن الثورة.. لكن هذه هى طبيعة الثورات فى كل الدنيا. كل ثورة يعقبها فترات سيولة وفوضى وانحلال للمنظومة القديمة الحديدية أو الاستبدادية الأمنية، ثم يحدث إحلال لنظام جديد يعبر عن آمال الشعب وطموحه. وثورتنا هى أقل ثورات العالم فى التضحيات، وما يحدث الآن حدث أضعافه مع ثورات فرنسا وروسيا وأسبانيا، ولكن دعك من كل هذا، هل تذكر ما كان يحدث فى مصر قبل ثورة يناير 2011؟ شمر المطرب عن ذراعيه وباغتنى قائلا: كنا عايشين فل الفل.. قلت: لأنك كنت جزءا من نظام مبارك، لكنّ هناك ملايين تقدر بـ40 مليونا تحت خط الفقر.. و22 % يعانون فيروسى سى وبى. وفوائد الديون الداخلية والخارجية كانت 120 مليار جنيه رغم أن معدل النمو كان يصل لـ6 % لكن كان المستفيد منه حفنة من رجال الأعمال يمثلون نصفاً فى المائة من الشعب. كان مبارك يبيع ثروات مصر عبر سماسرة مثل حسين سالم وجمال عمر، وتحول نسبته فى الغاز فقط والتى قدرت بـ300 مليون دولار سنوياً إلى بنوك سويسرا، كان ولداه يستثمران فى كل شىء وزبانيته ورجاله يحتكرون كل شىء، ومن يقترب منهم يفرمونه.. هل تذكر عندما كان يصطدم راكب سيارة بآخر فى الشارع فينزل أحدهما ليقول للآخر.. ولا كلمة إنت ما تعرفش بتكلم مين؟ هز محدثى رأسه وقال.. صحيح أنا بقالى مدة ما سمعتش الكلمة دى. تركته بعد أن ضحك وأنا أقول له.. يكفى ثورتنا أنها قضت على هذه العبارة. تفاءلوا فالقادم لن يكون أسوأ مما فات رغم أى شىء. وكل شىء.. تفاءلوا..!..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة