محمد الدسوقى رشدى

الخلطة الجديدة

الثلاثاء، 05 يوليو 2011 08:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الوضع صعب ياسيدى، وكلنا مرتبكون، الأخلاق ضربوها فى الخلاط، وتاهت معالم خيوطها، وأصبح المنافق بطلا، وتحول الذين كانوا يجلسون تحت أقدام كرسى النظام السابق إلى أبطال ثورة ومناضلين. الوضع صعب ياسيدى، ومعايير الخلطة اختلفت، وبعد أن كانت فى الماضى تتكون من صوت خافت وخاضع، يقول نعم على طول الخط، ويلعب على الأحبال طول الوقت، أصبحت تتكون من أصوات تصرخ على الفاضية والمليانة والتافهة قبل النافعة، ولكنها ظلت برضه تمارس هوايتها فى اللعب على الأحبال.. الوضع صعب يا سيدى، وليس هناك أفضل من كلام الرائع بيرم التونسى الذى قال:
م المستحيل إنت تخدع أى طفـل صغيـر..
وتلف عقلـه وتعطيـه القليـل بكتيـر
لكن بأهـون طريقـة تخـدع الجماهيـر..
لو كنت أغبى غبى تجرى وراك وتسيـر
خليل يصقَّف، يصقف شعب ويـا خليـل..
من غير ما يسأل عن الأسباب والتفاصيل
وحمار يغنى وجايب من يقول له : آه..
حـالاً تقـول الخلايـق كلهـا ويّــاه
الحق يخفى وفى وسط الزحـام ينـداس..
و ناس فى فهم الحقيقة، تتكل على ناس
ويساعدك الحظ ياللى تحسـن التجعيـر.
هل قرأت الكلام السابق؟!.. عد مرة أخرى وكرر المحاولة، الوضع فى مصر الآن ستجده بين تلك السطور، انظر إلى هؤلاء الذين تبدّلوا وتحوّلوا وأصبحوا لحسنى مبارك وأهله من الكارهين، بعد أن كانوا بحكمته يتغنون، وستعرف أن حال مصر كله موجود فى تلك السطور.
عد إلى كلام بيرم التونسى، وركز معه كثيراً، وحينما تفهمه ستطير تلك العصافير التى كانت قابعة فوق قفاك منذ سنين، ستعرف أن الارتباك والكذب والتلون والنفاق الذى نغرق فيه الآن تستدعى منك أن تجعل صوتك من عقلك، لا من برامج التوك شو المغرضة، أو من صفحات الجرائد التى أصبحت صفراء، ولا من على ألسنة الشيوخ الذين تذكروا بعد سنوات من الموالسة والسكوت على الحق أن هناك كلمة حق لابد أن تقال فى وجه سلطان جائر.. ولكنهم يقولونها الآن بعلو الصوت، بعد أن اختفى عنهم وجه السلطان الجائر.

اقرأ كلام بيرم التونسى جيداً لكى تعرف أن صوت رجل مثل صفوت حجازى، هذا الذى ظل صامتاً لمدة 30 سنة، ومثله مصطفى الفقى، وآلاف آخرون يهوون الصعود فوق المنصات، لابد أن يدخل من الأذن اليمين، ويخرج من الشمال دون أى تأثير.

اقرأ كلام بيرم التونسى لتسأل نفسك: لماذا يصرخ كل هؤلاء المنافقين ويجعجعون بشجاعة، بينما كنا فى أشد الحاجة لهمسهم قبل 25 يناير؟، اقرأ لتعرف أن الصراخ على مبارك وعائلته ورجاله لم يعد بطولة، لأن زمن البطولات انتهى لحظة التنحى، اقرأ لتعرف أن الحقيقة لا تكمن أبداً بين طيات تلك الأحبال الصوتية التى تؤمن بأن الجعير أهم بكثير من الهدوء والتفكير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة