إن التاريخ الإنسانى يؤكد أن الرحمة هى لغة السماء، وأنها الصفة الأولى للذات المقدسة.. «قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن»، وأرسل رب العالمين سيدنا محمداً رحمة للعالمين، فكان كل عمل يقوم به رمزا للرحمة.. بكى صلى الله عليه وسلم لفراق ابنه سيدنا إبراهيم، واستغرب لأن رجلا رزقه الله سبحانه وتعالى عشرة من الأبناء ولم يقبل أحدا منهم معلنا عن حب الأب لأبنائه، أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أحب حفيديه سيدنا الحسن وسيدنا الحسين، وكان يحملهما ويداعبهما، وعندما صعد سيدنا الحسين ظهره الشريف وهو ساجد استمر فى سجوده حتى نزل الطفل من على ظهر جده العظيم، عليه أزكى السلام.
وكان سيد الخلق كريما مع بناته جميعا ومع أمهات المؤمنين، وكان يحسن معاملتهن، وفى حجة الوداع قال خير الأنام: «أوصيكم بالنساء خيرا...» لأنه يحب الرحمة والعدل.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العانى (الأسير)»، وفك الأسير هو تخليصه من أسره، ويلحق به كل مظلوم مغبون، وعلى المسلمين أن يتعاونوا على دفع الظلم ورفع الغبن عنه وعن كل مظلوم ومغبون فى نفسه أو أهله أو ماله أو وطنه.
وإطعام الجائع وزيارة المريض من جلائل الأعمال وأعظمها ثوابا.. ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء هو نداء للناس جميعا ليتراحموا ويتعاونوا ويتخلصوا من الكبر والتعالى، فهما صفتان تقتلان الرحمة فى القلوب وتبعدان بين الناس، ومع مرور الوقت تنتفى الرحمة من السلوك بين الإنسان والإنسان وبين الإنسان والحيوان.
والناس تتذكر أن إطفاء ظمأ كلب فى الصحراء أدخل الفاعل الجنة.. إن الرحمة ركن أساسى فى الحياة، وهى روح الدين.. الراحمون يرحمهم الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة