يبدو أن تصريحات اللواء طارق المهدى، المتعلقة بشهر رمضان, لم تكن على قدر كبير من الجدية، عندما أعلن «بالفم المليان» عندنا مسلسلات وبرامج، وفتح باب الإهداء مقابل نسبة من الإعلانات للمنتجين الذين تحمس بعضهم لعرض أعمالهم على القنوات المختلفة بالتليفزيون المصرى، فى حين تراجع الكثيرون، وفضل آخرون الاكتفاء بعرض أعمالهم على القنوات الخاصة بحسبة اقتصادية بحتة، منتَج تمت تكلفته والصرف عليه، ليتم تسويقه بأفضل الأسعار وليحقق عائدا لأصحابه، وللمنتجين الحق فى ذلك خصوصاً وأن معظمهم يملكون خبرات سيئة مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولم يحصلوا على باقى مستحقاتهم المالية عن أعمالهم التليفزيونية التى عرضت فى شهر رمضان الماضى. وإذا كان اللواء طارق المهدى غير واثق من تحقيق الوعود التى قطعها على نفسه، فلماذا إذن يصرح بها.
وهو ما يجعلنى أتساءل عن مستشارى اللواء المهدى؟ ومن هم؟ وعلى أى أساس اختار بعضهم؟ وماهى الاقتراحات العملية والتى يضعونها أمامه، فى محاولة بائسة منهم للنهوض بحال ماسبيرو، والذى صار حاله أكثر بؤساً، حيث يبدو للمتابعين أن هؤلاء المستشارين يتعاطون مع كافة التفاصيل، بنفس المنطق الذى كان سائدا فى السنوات السابقة، ولكن على الأقل الفترة الماضية كانت هناك محاولات ملموسة، لينافس التليفزيون بشاشاته القنوات الخاصة، على مستوى الشكل والمضمون، وهى المحاولات التى من حقنا أن نختلف بشأنها، ولكنها كانت تحدث.
ولكن حال ماسبيرو أصبح لا يسر «عدو ولا حبيب» خصوصاً فى ظل سيطرة حالة من الارتباك والفوضى داخل المبنى، والذى يبدو أن من يحكمه الآن، هم أصحاب الصوت العالى، بغض النظر عن كفاءاتهم.
وهو ما يجعلنى أسأل اللواء المهدى عن القيادات التى استعان بها لإدارة ماسبيرو، سواء من أبناء التليفزيون أو مستشاريه من الخارج، هل كان معيار الاختيار يتعلق بالكفاءة والمهنية أم الأقدمية؟ والإجماع الأخلاقى على طريقة فلان «كويس وابن حلال والناس بتحبه»!
والسؤال الثانى يتعلق بمدى علاقة بعضهم - مع كامل تقديرى واحترامى لأسمائهم وشخصياتهم - بآخر المستجدات، وما تشهده الميديا وصناعة الإعلام من قفزات تكنولوجية، وما يجب أن تكون عليه صناعة الإعلام فى الوقت الراهن، وأغلب من يديرون ماسبيرو حالياً، كانوا يجلسون فى منازلهم؟
وماهو آخر مؤتمر حضره بعض منهم، أو دورة تدريبية، أو حتى ماهى آخر دراسة قرأها واحد من قيادات ماسبيرو عن التطورات الهائلة التى تشهدها صناعة الإعلام.
الإجابة وحدها عند هذه القيادات، وأعتقد أن هذه التساؤلات يجب أن تكون أيضاً فى ذهن اللواء طارق المهدى، قبل أى تصريح أو حديث له عن تطوير الإعلام المصرى والارتقاء بشكل قنواته، أعرف أن الرجل تولى مسؤولية وعبء مكان ليس له علاقة به، وحمل إرثا من الممارسات والسياسات غير الناجحة على مدار سنوات طويلة، ولكن أيضاً عندما يتحدث عن التطوير، يجب أن تكون المهنية، هى المعيار وليس شعار «كان طيب كان كويس».