بعد إعلان الدكتور محمد سليم العوا قراره بالترشح لرئاسة الجمهورية، طرحت تساؤلا عما إذا كان ذلك سيؤدى إلى انسحاب أحدهما لصالح الآخر من السباق، وذلك فى مرحلة مقبلة منه، استنادا إلى أن القوى الرئيسية التى ستساندهما هى من قوى الإسلام السياسى، والذى سيرتب تشتتا بينهما لصالح مرشحين آخرين، وتوقعت أن يكون أبوالفتوح هو الأقرب للتنازل، استنادا إلى ما قاله هو قبل قرار العوا بالترشح، والذى عززه بعد القرار بقوله: «وارد أن أتنازل للعوا».
هذا الطرح الذى هو اجتهاد، يبدو أنه بعيد على الأقل الآن، وذلك استنادا إلى إجابة أبوالفتوح على سؤال للإعلامى محمود سعد يوم السبت الماضى حول ترشح العوا بقوله: «العوا له مكانة مرموقة كمرجعية فكرية وله تقديره»، وهذا كلام يبدو تعميقا لفكرة استقلاليته، وتأكيدا منه على استمراره فى السباق بمسار يختلف عن مسار العوا.
لكن المثير فى طرح أبوالفتوح، هو إشادته الدائمة بحمدين صباحى المرشح المحتمل أيضا بالرغم من خلاف الانتماء الفكرى بين الاثنين، ففى لقاء مع عمرو الليثى سأله عن أقرب المرشحين له، فأجاب: «حمدين.. لأنه ابن حقيقى لتراب مصر»، وفى لقاء جماهيرى له قال: «حمدين دخل السجن 17 مرة، ومن يذق مرارة السجن لن يكون إلا عادلا»، وبقدر ما يبدو هذا الكلام نموذجا فى نضج العلاقة بين رمزين لتيارين سياسيين بينهما جولات عميقة من الخصام التاريخى، ونموذجا للدلالة على أن هموم الحاضر والمستقبل أهم من البقاء فى محطات الماضى، فإن السؤال هو: ما علاقة ذلك بالتنافس بين أبوالفتوح والعوا؟
يسعى كل المرشحين لإثبات أنهم يعبرون عن هموم الوطن عامة، وليسوا تعبيرا عن جماعة سياسية ضيقة، ويؤكد أبوالفتوح والعوا على ذلك كثيرا من باب الحرص على أن جماعة الإخوان ليس لها علاقة بأمر ترشيحهما، وفى تقديرى أن هذا الأمر يقف كخلفية للاثنين، تزيد عليه الرغبة فى نفى أن ترشيحهما قد يكون لعبة متفقا عليها بينهما لتهيئة الناخب على شعاراتهما، ثم تأتى لحظة يصب أحدهما فى صالح الآخر مع احتداد المنافسة مع مرشح ثالث، وهذا تصور قد يراه البعض، وفى كل الأحوال نحن أقرب إلى وجود العوا وأبوالفتوح فى المنافسة، والسؤال.. هل يفيدهما ذلك أم لا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة