دعوة لتخريب الدولة

التصريح فى حد ذاته ليس غريباً، بل يمكنك أن تتوقعه فى مناخ الانفلات الذى نعيشه بعد ثورة اللوتس، ولكن الغريب أن يأتى من قاضى سابق هو المستشار محمود الخضيرى، فطبقاً لما نشره الزميل عزوز الديب على موقع اليوم السابع، فقد وصف نائب رئيس محكمة النقض الأسبق ما فعله المسئولون عن تفجير خط الغاز لإسرائيل بأنه عمل وطنى وليس إرهابياً، وأضاف: لو كنت فى سن يسمح لى بالمشاركة سأقوم بتفجير الخط بنفسى.

هذا التصريح الخطير جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية مع برنامج هنا العاصمة، والذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على قناة "سى بى سى"، والسبب أن المستشار يرى هذا الخط يورد الغاز للأعداء، وبالتالى فهذا حق لمصر.

ما معنى هذا؟
معناه أن كل من لا يعجبه موقف سياسى للسلطة الحاكمة، أيا كانت، أن يحمل السلاح للضغط عليها عبر تفجيرات هنا وهنا، ومعناه أننا لابد أن نعطى الغاضبون والمحتجون والرافضون لحكومة الدكتور عصام شرف ترخيص بحمل السلاح لتغيير موقفها هى والمجلس العسكرى، ولابد أن نرحب بتفجير سفارة إيران، من جانب الذين يرون أن النظام الحاكم هناك عدو يحتل أرضا عربية هى الأهواز وجزر الإمارات، ونرحب أيضاً بتفجير سفارة السعودية لأن هناك من يرى أنها تدعم التطرف الدينى فى البلد، إلخ.

ما قاله المستشار دعوة لتخريب الدولة ونقلها إلى خانة الحرب الأهلية، والأجدر به وبمن يناصره أن يدعونا إلى الاحتجاج السلمى الديمقراطى للضغط على الحكومة وعلى المجلس العسكرى لوقف تصدير هذا الغاز.

أليس كذلك؟!