إذا كنت فى الميدان أو ساحة القائد إبراهيم فى الإسكندرية أو شوارع السويس وأى محافظة مصرية الآن.. هنيئا لك بروح الأرض الطيبة، أما لو كنت تستعد للنزول ومشاركة إخوانك فى حماية ثورة الشعب.. جدد نيتك وانزل من أجل مصر ومستقبلها لا شىء آخر، أما لو كنت من هؤلاء الذين يرون فى التظاهر رجسًا من عمل الشيطان، و«طوبة» تقف فى طريق عجلة الإنتاج والاستقرار.. كن محايدا ومتحضرا، ولا تدعُ على إخوانك أو تعتبرهم أعداءً، ولا تكرر اتهامات الكنتاكى والأجندات الخارجية، واكتفِ بالمشاهدة وتأمل ملامح الإخلاص الواضحة فى وجوه البسطاء، وليس أهل السياسية، لعل روح الميدان تناديك.
لا تبحث عن سبب للمشاركة فى جمعة 8 يوليو أو إطلاق العنان لأحبالك الصوتية فى الهتاف ضد فساد الداخلية وضد الفقر وضد بطء المحاكمات، ومن أجل حق الشهداء، ولا تخجل من الهتاف بتطهير القضاء أو حكومة شرف، فأنت بذلك تضغط لإصلاح الوطن، لا من أجل إفساد استقراره كما يروجون.
لا تحرم نفسك من التجول والنظر فى ملامح الهاتفين والمتحمسين والمشاركين ومشاركتهم «شربة ماء» أو «حتة سندوتش» أو «بق عصير» أو نقاش سياسى حاد يبدأ بخلاف ويتوسطه خلاف أكثر منه سخونة ولكنه ينتهى بحضن سريع وابتسامة رضا من الطرفين، ولكن اسمح لى أن أخبرك بأشياء خمسة إن كنت قد نزلت إلى الميدان أو لم تنزل..
1 - دع شعار «الدستور أولا» على جنب، وادخل إلى الميدان عاريا خفيفا من أى انتماءات سياسية أو مصالح فئوية، ولاحظ أنهم سيستخدمون شعار الدستور أولا والخلاف حول أحكام القضاء، لصنع انقسام ما بين أهل الميدان.
2 - لا تقلق على مستقبل مصر من تيار بعينه سواء كان إسلاميا أو يساريا، فما حدث مع الإخوان وغيرهم من التيارات التى رفضت المشاركة فى جمعة 8 يوليو ثم رضخت وأعلنت نزولها الميدان فى النهاية، يؤكد أن التأثير والقوة فى الشارع لقوى أخرى غير تلك الأحزاب والحركات التليفزيونية.
3 - فرّق بين الجيش والمجلس العسكرى، اهتف كما تشاء عن الثانى، وطالبه بقسوة أن يحقق ويرعى مكاسب 25 يناير، ولكن ضع فى ذهنك أن اليوم هو يوم الاختبار الحقيقى لشعار «الجيش والشعب إيد واحدة».
4 - لا تسمح لأهل السنج والبلطجة أن ينقلوا جمعة 8 يوليو من خانة ثورة 25 يناير التى أبهرت العالم، إلى خانة أحداث العنف التى تقول للعالم إن هناك شيئا ما غير مريح يحدث فى مصر.
5 - اكتشف بنفسك إن كنت لم تفعل طوال الفترة الماضية أن صناع هذه الثورة هم أهل الشارع وليس أهل الفضائيات والائتلافات والأحزاب.. لا تخجل يا صديقى من كونك ثائرا، وصدقنى الثائر الحق ليس فقط من يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد، بل من يثور ليهدم الفساد، ويهدأ ليبنى الأمجاد، وفى قلبه الثورة جاهزة للاشتعال والفوران إذا منعه أحد من البناء، أو حاول أحدهم أن يستغل هدوءه ويعيد للفساد سيرته الأولى.. ثوروا يا سادة تصحوا، فصحة مصر انتعشت بعد مرض بسبب 25 يناير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة