محمد الدسوقى رشدى

المرشح القوى لم يظهر بعد!

السبت، 09 يوليو 2011 08:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشعر بأن هناك توافقا ما على أن المرشحين المطروحين على الساحة للرئاسة أقل من أن «يملوا» عين المواطن.. وإلا بماذا تفسر لى تلك الضحكة التى تسيطر على ملامح نجوم المجتمع المصرى حينما يسألهم أحد عن مرشحهم المفضل للرئاسة، وبماذا تفسر لى اتباعهم تلك الضحكة غير المريحة بجملة شهيرة تقول بأن المرشح القوى لرئاسة الجمهورية لم يظهر بعد!!

طيب هيظهر إمتى حضرتك إن لم يظهر فى تلك المرحلة الحساسة من حياة الوطن؟!..
لم يتقدم أحد من السادة أصحاب نبوءة المرشح القوى الذى لم يظهر بعد بإجابة على هذا السؤال، ولم يخبرنا أحد متى سيقرر ذلك المرشح الذى تحتاجه مصر رفع «طاقية الإخفاء» والظهور للناس والتفاعل معهم قبل أن يباغتنا موسم الانتخابات البرلماينة والرئاسية، ثم ما هو أصلاً مفهوم القوة الذى يتم على أساسه تحديد المرشح القوى من المرشح الضعيف؟!
إن كانوا يقصدون قوة التاريخ النضالى فأمامهم حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح، وإن كانوا يقصدون قوة الجماعة والتيار الداعم فأمامهم أبو إسماعيل والعوا أبناء الكتلة الإسلامية الأقوى فى مصر، وإن كانوا يقصدون قوة النخبة والتيارات الليبرالية فالبرادعى هو الأقرب لذلك، أما عمرو موسى فهو متفرد بقوة من نوع آخر بصفته أول المرشحين الذى غنى الشعب باسمه قبل أن يصبح رئيسا وجعلت الأغنية من اسمه لفظا متردداً فى التوك توك قبل الميكروباص بفضل شعبولا.. «وبحب عمرو موسى وايييييه».

أى قوة يقصدون إذن حينما يتحدثون عن المرشح الذى لم يظهر بعد؟!
الواضح أنه لا أحد من أصحاب هذا التعبير يملك مفهوماً محدداً عنه، والأمر كله لا يتعدى كونه استكمالا لتلك المعركة الخائبة التى بدأت قبل ثورة 25 يناير بين أيمن نور وجمال مبارك ومحمد البرادعى، حينما رفع أنصار نور شعارات عليها صورة جمال بعنوان (مصر كبيرة عليك) وكأن البلد بدلة مقاس (xxxL) وفى حاجة إلى شخص سمين الجثة وليس ثمين الأفكار، فرد عليهم أنصار الحزب الوطنى الذى أصبح منحلا الآن بحملة مضادة تحت شعار (مصر بعيدة عن شنبك) كأن البلد أصبحت «مزة» يتعارك من أجلها اثنان من الفتوات، بينما كان أنصار الدكتور البرادعى يتحدثون عن أن البلد فى حاجة إلى خبير دولى يضع الخطط وينهض بالوطن مثلما كان حال النادى الأهلى وقتها.

ما يحدث بين أبوالفتوح والعوا والبرادعى ونور وصباحى يشبه شيئاً من هذا القبيل، وأصحاب جملة «المرشح القوى لم يظهر بعد» يخجلون من التصريح بهذه الحقيقة، حقيقة عدم اقتناعهم بالمرشحين ونوع التنافس بينهم، وربما يكون بعضهم استعمل هذه الجملة خوفاً من الخسارة الجماهيرية التى قد تنتج عن تأييد مرشح على حساب الآخر فقرر أن يجيب مثل الفنانين على سؤال أنت أهلاوى ولا زملكاوى؟! ويقول بكل ميوعة.. أنا زمهلاوى، وربما يكون استخدام الجملة سببه عقدة الفرد الإله التى تمكنت من المصريين وصورت لهم أن السماء سترسل لهم فى الوقت المناسب المرشح صاحب الكاريزما الإلهية الذى يقلب الترابيزة، أو ربما يكون الأمر أسهل من هذا وذاك ويكون السيد صاحب جملة «المرشح القوى لم يظهر بعد» من عشاق أفلام التشويق والإثارة ويريد للواقع أن يكون مثل أفلامه.. وعموماً أنا أيضا أشعر بأن المرشح القوى لم يظهر بعد.. والسبب موجود فى السطور الأولى من الكلام!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة