قال الصديق عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط: إن الاتفاق الذى تم بين القوى السياسية والإسلامية فى الاجتماع الذى استضافه «الوسط» يوم الأربعاء السابق على مليونية الجمعة الماضية، لم يتضمن تحييد الشعارات التى يتم رفعها فى ميدان التحرير نهائيا، وإنما تم الاتفاق على عدم وقوع اشتباكات بين الطرفين، ورفع شعارات استكمال الثورة مثل سرعة المحاكمات وتطهير المؤسسات من فلول النظام السابق.
وفى المقابل هناك من القوى السياسية من يرى العكس ويتهم قوى الإسلام السياسى بأنها قسمت الصف، لأنها لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه فى اجتماع «الوسط»، وتزودت الرؤيتان باتهامات تعيدنا إلى أجواء استقطابات حادة بين الطرفين، فهذا «علمانى» يعمل ضد الإسلام، وهذا من قوى «الإسلام السياسى» الذى لا يملك رؤية للمستقبل، وتطول قائمة الاتهامات، بشكل يبدو منه أن كل التيارات السياسية التى تقاربت أثناء حكم مبارك لمواجهة فساد وظلم حكمه وتحملت قسوته، أصبح كل منها فى طريق.
وحتى لا يسير التيار فى طريق اللاعودة، اقترح أن تكون هناك مبادرة جديدة يقودها حزب الوسط أيضا للحوار، على أن تقوم على أسس جامعة للكل، تبتعد عن نقاط الخلاف خاصة الجوهرية منها، وليكن هذا الحوار مبنيا على البحث عن أفق للتعامل مع الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى يبدو منها حتى الآن، أنها ستتم بالقانون نفسه الذى طرحه المجلس العسكرى، مسلحا فى ذلك بحجج قانونية ترد على الذين يرفضون هذا القانون.
ومن هذا المنطلق، فإما أن يكون أمام الأحزاب الرافضة للقانون خيار الانسحاب من الانتخابات، أو التنافس على أساسه، وأعتقد أنه لن يكون هناك مفر من خوضها حتى لا يترتب على الانسحاب خسائر يدفع ثمنها المنسحبون، وعلى هذه الأرضية يمكن بحث سبل التوافق فى القوائم، وفى المقاعد الفردية، واعتقد أن قلب قوى الإسلام السياسى لن توافق على التنافس بمنطق الاكتساح، لأن هذا يضرها أكثر مما يفيدها، ويمكن البناء على ذلك بدراسة وافية عن استعدادات الحزب الوطنى وفلوله لخوض الانتخابات، باعتباره الخطر الذى يجب أن ينتبه إليه المتناحرون، ومن الضرورى أن تكون القوى السلفية طرفا فى هذا الحوار من خلال أحزابها وحركاتها السياسية، فلا مصلحة لطرف فى استبعاد آخر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة