يبدو وكأن الوضع لم يتغير كثيرًا بعد ثورة 25 يناير، عما قبلها فى سوق الكتاب، الذى توقع الكثيرون أن يشهد اختلافًا بعد الثورة المصرية، فكان من المتوقع أن تكون الكتب السياسية على رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، لكن الواقع أظهر عكس ذلك تمامًا، فالوضع لم يختلف كثيرًا عن السابق، داخل أجنحة معرض الكتاب الذى أقامته الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد مجاهد على أرض الهيئة بشارع فيصل، حيث ظلت كتب الأبراج وتفاسير الأحلام هى الأكثر مبيعًا وانتشارًا داخل أجنحة المعرض، بينما بقيت الكتب السياسية خارج القائمة.
انتشرت هذه الكتب داخل أجنحة دور النشر الإسلامية التى تستحوذ على مساحات كبيرة تصل إلى خمسة أجنحة متصلة ببعضها داخل أروقة المعرض الذى يشهد أيضًا إقبالاً من الجمهور، منذ افتتاحه وحتى الآن، فما إن تدخل إلى أجنحة المعرض، وخاصة فى الفترة المسائية التى تبدأ من التاسعة مساءً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، ستلاحظ ما تشهده دور النشر الإسلامية التى تتراص بجوار بعضها البعض من إقبال كبير.
وحسب رصد "اليوم السابع" لحركة الشراء، وما اتفق عليه غالبية أصحاب هذه الدور، فإن الكتب التى تحظى بإقبال الجمهور تتنوع عناوينها، وعلاج المس والسحر وإيذاء الجان، ولا تحزن، والزفاف والمعاشرة الزوجية، وكتب تفسير الأحلام، وكتب الأبراج والعلاج بالأعشاب وغير ذلك، بالإضافة إلى الكتب الدينية التى استحوذت على اهتمام الزوار مثل "كتب الاستذكار، والمصاحف متعددة الطبعات المختلفة، وكتب الأدوية النبوية الجامعة، وتنبيه الغافلين، ومفاتيح الفرج، وحصن المسلم، وسلوك المرأة المسلمة، وألف سؤال وجواب فى السنة النبوية، وهؤلاء يحبهم الله ورسوله.. فهل أنت منهم؟، ورياض الصالحين، وخلفاء الرسول، وأيام وليالى رمضان، والإخوان المسلمون.. من نحن وماذا نريد؟ ودليلك إليهم، وموسوعة شهداء الإسلام، وفى رحاب الدار الآخرة، وأشراط الساعة، وكتاب الطفل المسلم".
أما عن الكتب السياسية فبقيت خارج التصنيف، حتى من دور النشر غير الدينية، فقد شهد جناح الهيئة العامة للكتاب إقبالاً شديدًا على كتب تفسير القرآن الكريم، والموسوعة المحمدية، والمسيحية فى الإسلام، وغيرها من الكتب التى تتناول سير الصحابة وتفسير ودلالات معانى فى القرآن الكريم، وذلك بخلاف بعض كتب التراث مثل كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد وكتاب أم القرى لعبد الرحمن الكواكبى، وأصوات الأرض والحب والثورة للدكتور محمد السيد الديب، والأعمال الكاملة لمحمد عبده، وتاريخ الفلسفة الغربية، الدولة المدنية بين الإسلام والغرب.
ويبدو أن الإقبال الشديد على هذه النوعية من الكتب هو ما دفع عدداً من دور النشر الكبرى لأن تتصدر واجهة أجنحتها، نفس النوعية مثل تفاسير الأحلام المتعددة التى خصصت لها أجنحة سور الأزبكية قسمًا منفصلاً بأسعار رمزية، وكذلك طبعات متعددة للمصاحف والكتب الدينية، مثل فقه البارى، وبداية ونهاية، وتفسير القرطبى، ورياض الصالحين، ومن اللافت للنظر أيضًا هو إقبال فئة من الجمهور على الدراسات الأكاديمية التى تتناول علاقة إيران والمشرق العربى، وعلاقة مصر بها، والتحديات التى تقف بينهما، وحاكمية الفقه، والديمقراطية الإسلامية، وفقه الاجتماع السياسى، والمسيحية فى إيران، واستقبال الأدب الفارسى المعاصر فى الوطن العربى، والمرأة والأسرة فى الدستور والقوانين الإيرانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة