هذه مأساة جديدة لمواطن مصرى آخر مسجون فى السعودية دون أن يتحرك أحد لإنقاذه، والوقوف على التهمة المسجون بسببها خلف القضبان السعودية، ومتابعة حالته سواء من السفارة أو القنصلية، الوضع كأنه لم يتغير وإهانة المصريين وسوء معاملتهم، والاستخفاف بالدولة المصرية وبرعاياها حتى بعد ثورة يناير، وبعد تصريحات وزير الخارجية الجديد الدكتور محمد كامل عمرو الذى وجه رسالة غاية فى الوطنية والإنسانية للمصريين بالخارج تحت شعار «ارفع رأسك فوق أنت مصرى»، لكن يبدو أن الشعار لن يصل حدود السلوم أو شرم الشيخ ولن يعبر الحدود ليصل إلى من يهمهم أمر المصريين العاملين بالخارج، خاصة فى دول الخليج.
المواطن المصرى اسمه الدكتور عبدالوهاب أبوالحسن حلبى، كان يعمل بإدارة الطب الوقائى بمنطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، وفى 2 يوليو 2008 تم القبض عليه وإيداعه أحد السجون فى جدة دون أن تعرف عنه أسرته شيئا إلا بعد 10 أيام تقريبا من اختفائه رغم وعود القنصل المصرى وقتها هناك عفيفى عبدالوهاب، كعادة السفراء والقناصل المصريين فى مثل هذه المواقف.
اتصل بى شقيقه الدكتور أحمد أبوالحسن ليروى المأساة، فقد توصل إلى مكان شقيقه وعرف منه أنه مسجون بسبب خطأ إدارى، حيث إنه اطلع على أشعة أحد الملاحقين أمنيا، ولم يبلغ السلطات السعودية التى ألقت القبض عليه دون إبلاغ أسرته أو زوجته، أو تحديد التهمة الموجهة إليه رسميا. وللأسف كما هى العادة، توسل أهل الطبيب للبعثة القنصلية المصرية فى جدة، لكن لم يجرؤ أحد على مخاطبة السلطات السعودية، وفى أول زيارة لشقيقه فى السجن أبلغه بما فعلته معه السلطات السعودية من إهانات ومعاملة غير إنسانية، وإيذاء جسدى ونفسى، الحالة الصحية والمعنوية للطبيب المصرى المسجون فى السعودية تكشف عورات كثيرة مازالت موجودة، فالدكتور عبدالوهاب مواطن لا يجد من يوفر له الحماية، ومقيم سحقت كرامته لمجرد ارتكابه خطأ إداريا، وحتى الآن مازال قابعا فى السجون السعودية دون تهمة رسمية ودون صدور حكم قانونى.
أسرة الطبيب حائرة، ولا تعرف ما هى التهمة الموجهة لعائلها، وخاطبت كل الجهات المعنية دون مجيب، وتستنجد الآن بوزير الخارجية الجديد الدكتور محمد كامل عمرو.