لم يتغير الكثير فى المشهد الإعلامى، وتحديدا فى شهر رمضان الكريم، نفس الوجوه وتركيبة برامج متشابهة لا تختلف إلا فى مسمياتها، وضيوف يدورون على البرامج، خصوصا أن بعضهم باتوا وجوها مطلوبة للبرامج، نظرا لسخونة التصريحات التى يدلون بها.
لم يتغير شىء سواء كان البرنامج اسمه «الشعب يريد»، أو «من أنتم» أو «كش ملك» أو «فاصل على الهوا» أو «أنت وضميرك»، أو «نص الحقيقة».. بنظرة متأنية كمشاهد متابع لحال الفضائيات والتنافس بينها لجذب أكبر عدد من المشاهدين لن تجد فارقا كبيرا، حيث تنحصر الاختلافات فقط فى وجه مقدم البرنامج وشكل الديكور، لكن الضيوف يتشابهون، نفس الوجوه تنتقل من برنامج لآخر لتقول نفس الكلام، خاصة أن الأسئلة تكاد تكون واحدة، فالكثيرون حاولوا أن يركبوا موجة ما بعد ثورة 25 يناير، رافعين شعار التفتيش فى ضمائر الآخرين، بل ذهب البعض إلى تنصيب نفسه قاضيا يصدر الأحكام على البشر، أقصد الضيوف من الفنانين والإعلاميين ونجوم الرياضة والسياسة، والذين ارتضوا بدورهم الجلوس على كرسى الاعتراف مقابل آلاف الدولارات، لأننى لا أعتقد أن هناك سببا آخر وراء تلك الحالة، ومثلا ما الذى يجعل كاتبا بحجم مفيد فوزى يعود مرة أخرى للجلوس أمام الإعلامى اللبنانى طونى خليفة رغم كل الخلافات التى نشأت بينهما، بعدما استضافه طونى فى برنامجه «لماذا» واستفز كل منهما الآخر إلى الدرجة التى كتب فيها الإعلامى مفيد فوزى مقالا يحمل الكثير من الإساءات لطونى وطبيعة برنامجه وطريقة تعامله مع الضيوف، وهو الأمر الذى لم يسكت عليه طونى أيضا، حيث هاجم مفيد فوزى بكل قوة، أستطيع أن أستوعب أن تهدأ الأمور بين الاثنين، ويتعاملا بشكل أقرب إلى الطبيعى، ولكن أن يصرا على إعادة المشهد بتفاصيله، هذا ما لا أستطيع استيعابه.
وأيضا فنان مثل طلعت زكريا، أثار الكثير من الجدل مؤخرا بسبب مواقفه من ثورة يناير والثوار.. ما الذى يجبره على أن يلف ويدور على العديد من البرامج، ليقول نفس الكلام، وكان من الأولى به أن يختار برنامجا واحدا يطل من خلاله على جمهوره، ليشرح وجهة نظره كنوع من التقدير لنفسه ولفنه، ولكن يبدو أن الأمر بات أقرب إلى الشو من الطرفين، فالمهم «النحتاية» تخلص بلغة أهل السوق، والمفارقة أننى لم أجد فنانا أو فنانة من الذين خرجوا علينا قبل ذلك ليلعنوا اليوم الذى وافقوا فيه على التسجيل بهذه البرامج، قد توقفوا مثلا أو قرروا مقاطعتها، والعكس صحيح تماما، فمعظمهم يعيدون الأمر «مرة واثنين وثلاثة»، وعلينا نحن كمشاهدين فى كل مرة أن نصدقهم، ونتعامل على أن المذيع الفلانى أو المذيعة العلانية قد غرر بهم.. لذلك أقدر تماما الفنانين الذين فضلوا الابتعاد عن مولد البرامج الرمضانية،أو الذى اكتفى ببرنامج واحد يقول من خلاله ما عنده بغض النظر عن آلاف الجنيهات أو الدولارات.