ها هى 6 شهور كاملة قد مرت منذ سقط الميت «منذ 2004» عن عرشه ولم نره سوى مرة واحدة وهو مسجى على سرير طبى داخل قفص الاتهام، رغما كونه أتى ماشيا صحيحا متعافيا مملوءا بكبره وعجبه وصلفه، وعلمنا من محاميه فريد الديب أن المتهم المخلوع سوف يحضر جميع الجلسات.. ظن الكثيرون أن هذا هو المراد وأننا بذلك نكون قد حققنا العدالة المرجوة وطلبات الثورة التى لم تكتمل وأرى فيها انتكاسة قادرة على ردتها إلى الوراء وكأنها لم تكن!! ليس فقط لعدم تمكن الثوار من قيادة البلاد طبقا لرؤاهم وتماشيا مع مقترحات من يثقون بهم ولكن لعدم اكتمال الفعل الثورى بالأساس وتشرذم القوى والتيارات بقدر وصل إلى ما هو أبعد من اختلاف الفرقاء ووصل إلى احتشاد الأعداء.. فتجد التيارات السلفية على اختلافها توحدت على نبذ من عداهم وتقزيم من والاهم، وتجد الإخوان المسلمين وقد ساروا فى طريقهم المعهود من ممالقة الحاكم «المجلس العسكرى» حتى يحصلوا على مبتغاهم البرلمانى والوزارى، وكيفما يدفع بهم الطموح السياسى حتى وصلوا الى تشويه الحركات والتيارات التى لا تتفق معهم واتهامها بتلقى الأموال - كما فعلوا مع حزب العدل - مستخدمين فى ذلك آلاتهم الإخبارية والإعلامية. وعلى صعيد آخر ترى التيارات الليبرالية فى صراع مستمر على كعكة الشارع السياسى كتخوين الشباب لبعضهم البعض، بل أصبح مبتغاهم الحصول على دائرة برلمانية وترشيح لمقعد وزارى، فى حين تاهت بوصلة اليسار المصرى العريق بين انتماء رموزه ومؤيديه إلى أحزاب وفرق سياسية لا تتبنى وجهة نظره بالأساس، وإنما تقترب منه فكريا أوقل لا تعارضه والبعض ذهب لتكوين حركات وأحزاب لا قوة لها ولا قدرة على النزول للعمل التنموى فى الشارع المصرى، ويبقى حزب التجمع على مسافة بعيدة من كل هذا الحراك منشغلا بصراعاته الداخلية.
فى الجهة المقابلة تجد أبناء روكسى ومصطفى محمود على قدر عال من التمويل والتركيز والنشاط المنظم - لا وفقهم الله – وقد تبدى ذلك بمنتهى الجلاء فى مرافعة محامى المتهم المخلوع ومرافعة محامى الشعب.. تبدى ذلك فى صحته وحالته النفسية وحالتنا نحن على كل أشكالها بل دعونى أقل لكم إن ضم مجموعة من أخطر الاتهامات «تصدير الغاز لإسرائيل، تلقى العطايا والهبات وقتل المتظاهرين» فى محاكمة واحدة هو أغرب ما حدث منذ قيام الثورة وحتى الآن طبقا لما أدلت به نخب القانونيين فى مصر.
السؤال هنا: هل تموت الثورة على يد من قاموا بها قبل أن تموت بيد من قامت عليهم؟
هل نحن بصدد ثورة جديدة تخرج من رحم ثورة غير مكتملة - ولا أقصد ثورة مضادة – يقوم بها من هم أكثر إخلاصا للوطن من أولئك الذين يقامرون به؟
هل سيستطيع الشعب أن يحكم بالإعدام على الميت؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة