محمد الدسوقى رشدى

البحث عن الملائكة

الإثنين، 15 أغسطس 2011 08:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قف هنا وتأمل لأن الكلام القادم سيكون عن الملائكة التى كنا نتمنى أن نخذلها ونخالف توقعاتها الأولية بشأن مستقبلنا الدموى على الأرض، عن ذلك النور الذى جسده الله فى مخلوقات لا تمل من التسبيح بحمده، ولا تغفل عن ذكره، أنا لا أحدثك هنا عن الهالة المضيئة التى تحيط برؤوسهم، ولا عن الجناحين الأبيضين الأسطوريين المنبثقين من ظهورهم، فأنا لا أقصد أبدا تلك الملائكة التى تظهر فى أفلام هوليود أو تسكن لوحات كبار الفنانين، أنا أحدثك عن الملائكة الحقيقيين التى تحمل عرش الرحمن وتعيش فى سماواته، عن تلك الأساطير المنيرة التى تسكن الغيب، عن تلك الأيادى التى ستقودنا إلى الحياة الأخرى الأبدية.. عن هؤلاء الذين سيستقبلوننا بعد أن ننتهى من الدنيا أو تنتهى هى منا.. لهذا ركز جيدا وخلص نفسك من شوائبها وشرورها لأن النور لا يحب الظالمين ولا يسطع فى مناطق نفوذهم.
ركز ياسيدى لأنك فى حاجة وأنت فى هذا الشهر كريم، أن تعيش قليلا مع تلك المخلوقات النورانية، مع هؤلاء الذين يرمزون إلى الطهر والنقاء، أنت فى حاجة لأن تذكرهم وتعلو معهم، أن تعاشرهم لأربعين يوما على الأقل لعلهم يصنعون منك ملاكا أرضيا.

ركز يا سيدى لأن الحديث سيكون عن ملائكة تعيش فى رحاب الرحمن، عن ملائكة أدركت قبل أن يبث الله روحه فى بنى البشر أنك ستفسد وتسفك الدماء، أدركت أن الأرض لن تحصل من الإنسان إلا على مزيد من الخراب وهذا ماحدث.. كما قال المولى عز وجل فى سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ).. كان اعتراضهم رفيع المستوى، وكان رد فعلهم على الإجابة الإلهية مثاليا، إلا واحد فقط هو إبليس، فعلى الرغم من اعتراضهم على خلق البشر استجابوا لأمر الله وسجدوا، بل وتطور الأمر وأصبح الملائكة يدعون لجنس البشر أفضل مما يدعو البشر لأنفسهم، انظر إلى عذوبة دعائهم لبنى البشر وستدرك أنك مدين للملائكة بالكثير.. فقد قال تعالى فى سورة غافر: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم. وقهم السيئات ومن تقِ السيئاتِ يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم).

الغريب أن رد الفعل البشرى على ذلك الحدث كان أيضا رفيع المستوى، وربما هو أفضل رد فعل إنسانى منذ خلق الله البشر، الأمر الطبيعى أن يشعر بنو البشر بنوع من الغيظ والغضب من الملائكة التى رفضت خلقه ووصفته بالفساد والإجرام ولكن هذا لم يحدث، بل العكس تماما تحول الملائكة إلى تميمة حب وطهارة ونقاء وسلام لدى البشر.. فهل تخرج من شهر رمضان ببعض من ذلك النور.. اجتهد وحاول لعلك تنجح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة