عادل السنهورى

عابدين ومحافظة كفر الشيخ

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011 08:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محافظة كفر الشيخ من المحافظات القليلة الحظ، ودائما ما يذكر اسمها ملازما للحديث عن الفساد فى الأراضى، واحتكار الكبار الثروة والموارد الطبيعية، وكأنها مكان بعيد عن أجهزة الرقابة، لا حسيب ولا رقيب على الفاسدين فيها، ولم يمتلك العديد من المحافظين الذين تولوا أمرها الجرأة والشجاعة على مواجهة حيتان الفساد بالمحافظة، إلا عددا قليلا جدا.

بل إن معظم المحافظين الذين جاءوا لكفر الشيخ اعتبروا أن تعيينهم نوع من العقاب السياسى، ومنفى لهم بعيدا عن القاهرة والمحافظات الأكثر حظا وشهرة من كفر الشيخ التى أصبح يطلق عليها المحافظة النائية عن عيون أجهزة المحاسبة والرقابة ومكافحة الفساد.
ربما من المحافظين القليلين الذين كانت لديهم الشجاعة والحماسة لإعلان الحرب على الفساد فى المحافظة، هو اللواء مهندس أحمد زكى عابدين، وقرر منذ توليه المسؤولية فى عام 2008 الدخول فى مواجهة شرسة مع أباطرة الأراضى والبحيرات، وتحدى وزراء كبارا حول الرئيس المخلوع مبارك، وقام بسحب الأراضى من عدد منهم، وإعادتها لأصحابها الحقيقيين.

الرجل مشهود له بالنزاهة ونظافة اليد، وله إنجازات مشهود لها فى بنى سويف قبل مجيئه إلى كفر الشيخ، ومع ذلك فهناك ملاحظات وانتقادات كثيرة بشأن أدائه السياسى، وبعض القرارات، فى الوقت الذى يشن عليه أصحاب المصالح والنفوذ الذين «برطعوا» فى المحافظة فسادا هجوما ضاريا لإقصائه وإبعاده عن المحافظة، لأنه أبدى منذ البداية انحيازه للفقراء والمظلومين.

استمرار عابدين فى منصبه دليل على نجاحه، رغم بعض الأقاويل حول استمراره كمحافظ لكفر الشيخ، فالمحافظة التى عانت من الفساد والإهمال وسوء الخدمات ما زالت تحتاج إلى المزيد من الجهد فى مرحلة ما بعد الثورة، فهى غنية جدا بمواردها فى الأرز والثروة السمكية غير المستغلة بشكل حقيقى وفاعل، إضافة إلى الموارد الطبيعية من الغاز الطبيعى، والمشروعات الزراعية والصناعية، والآثار التاريخية والدينية فى مدن المحافظة.

كفر الشيخ كان من المفترض أن تكون محافظة المستقبل بمواردها وثرواتها– كما قال عنها ذات يوم الزعيم جمال عبدالناصر- لكن مع سنوات الانفتاح فى منتصف السبعينيات تحولت إلى بؤرة كبيرة للفساد. المرحلة الحالية تتطلب من اللواء عابدين مواصلة مشاريع التنمية الدائمة، وزيادة التواصل والالتحام مع أبناء المحافظة والقوى السياسية فيها بعد ثورة يناير، لإيجاد الحلول المشتركة لجميع قضايا ومشكلات المحافظة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة