علا الشافعى

الشوارع الخلفية.. يعنى إيه فن؟

الأربعاء، 17 أغسطس 2011 09:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ لقطاته الأولى نشعر أننا أمام عمل تليفزيونى مختلف، إنه مسلسل «الشوارع الخلفية»، المأخوذ عن نص روائى للمبدع عبدالرحمن الشرقاوى، والذى حوّله الكاتب الموهوب الدكتور مدحت العدل إلى نص تليفزيونى مغزول برقة متناهية، حيث فطن مدحت إلى أهمية النص، وما يحمله من رسائل واضحة، وكيف أنه يصلح لأن يقول ويرصد من خلال أحداثه ما يدور فى مصر المحروسة الآن، رغم أن وقائعه وأحداثه تدور فى الثلاثينيات من القرن الماضى، وأثناء فترة الاحتلال الإنجليزى، وعمل مدحت على تعلية روح النص وبلورتها، من خلال الر سم المقنن للشخصيات، سواء فى ملامحها الخارجية أو الداخلية، وظهرت براعته أكثر فى صياغته لحوار ذكى، مكثف ومعبر بمفردات تلك الفترة الزمنية، وإذا كان المسلسل مصنوعا بحرفية عالية، فإن أجمل ما فى «الشوارع الخلفية» ليس فقط تميز عناصره الفنية من كتابة ومونتاج، وماكياج وملابس، وديكور وتصوير، وتوظيف أكثر من رائع لأغانى هذا الزمن الجميل، والإخراج للمتميز جمال عبدالحميد، الذى أثبت أنه قادر على تطوير نفسه وأدواته، ولم يقف به الحال عند الشكل التقليدى للدراما التليفزيونية- بل أجمل ما فى النص هو تأكيده على القيم الجمالية التى كانت سائدة فى مصر بتلك الفترة، حيث تشعر أنك أمام عمل راق ورائق فى الوقت نفسه.. بشر من لحم ودم متحضرون، مفردات خاصة ومعبرة، شوارع نظيفة وجميلة، بشر «شكلهم حلو». حالة من التحضر يعكسها العمل بتْنا نفتقدها فى كل تفاصيل حياتنا الحالية.. وهو ما يجعلنا نتساءل حول معنى الفن، فالعمل انعكاس لكلمة فن بكل ما تحويه من جماليات وإتقان فى العمل.

ويبدو أن صناع العمل -آل العدل- وتحديداً المنتج جمال العدل لم يبخلوا على إنتاج المسلسل، بل وفروا كل العناصر ليخرج مسلسل «الشوارع الخلفية» فى أفضل صورة، فى كل عناصره. والجميل أن هذا العمل يشهد ميلاد عدد من الوجوه الجديدة المبشرة، والذين يبدو أنهم يجدون رعاية كافية من آل العدل حيث سبق أن اشترك بعضهم فى أعمال من إنتاج العدل، سواء سينمائية أو تليفزيونية، ومنهم أحمد مالك، مريم حسن، أحمد داود، ميار الغيطى، وغيرهم كثيرون، والذين يشاركون عددا كبيرا من النجوم المتألقين فى هذا المسلسل، ومنهم ليلى علوى، وجمال سليمان.

اكتشاف ريم العدل هى آخر اكتشافات آل العدل، وريم هى من قامت بتصميم ملابس وتسريحات الشعر لنجوم وأبطال عمل «الشوارع الخلفية»، وهى من خلال عملها وعنايتها بدقة التفاصيل التى راعتها عند رسمها وعملها على الملامح الخارجية للشخصية، أثبتت أنها موهوبة بحق.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة