تلقيت اتصالاً هاتفيّا من النائب السابق والقيادى السياسى المحترم، الدكتور جمال زهران، يعلق ويرد فيه على سؤالى الذى أثرته فى هذه المساحة قبل أيام، حول المستقبل السياسى لأسماء كانت فى الحزب الوطنى «المنحل»، مثل الدكتور حسام بدراوى وحمدى الطحان، والدكتور حمدى السيد، والدكتور مصطفى السعيد، وأحمد أبو حجى، وآخرين ممن أطلق عليهم البعض تسمية «المعارضون داخل الحزب الوطنى».
وبطريقته الحاسمة والمعبرة عن رؤية مستقيمة، لم يحِدْ عنها قبل الثورة وبعدها، انتقدنى جمال زهران فى مبدأ تناول هذه القضية، لأنها، كما قال، لا تستحق الجدل، وهى تضييع للوقت، وتعيد تسليط الضوء على شخصيات تجاوزتها الأحداث، كما أنها تعطى مساحة إعلامية مجانية لهم، وهو الرأى نفسه الذى قاله أصدقاء علقوا على مقالى، ومنهم أسامة الأبشيهى، أما الصديق والناشط السياسى المحامى محمود قنديل فاتهمنى، بعنف، بأننى أحاول تجميل صورة بدراوى، وقذف قنديل هذه التهمة فى وجهى، متجاهلاً ما ذكرته من أن بدراوى كان أحد الداعين لخلافة جمال مبارك لأبيه، أى من كبار فريق التوريث، وهذه تهمة كبيرة تكفى، بعد ثورة 25 يناير، لأن تفرض على صاحبها الجلوس فى البيت.
وأعود إلى ما ذكره لى الدكتور جمال زهران، الذى يطالب بعزل نحو مائة ألف ممن قادوا الحزب الوطنى، وعملوا فيه، وبواسطتهم دخلت مصر فى فساد كبير وخراب لا حدود له، قال الدكتور جمال: علينا ألاَّ ننخدع بحكاية «المعارضون داخل الحزب الوطنى»، فهذه أكذوبة كبيرة، تفنن أصحابها فى أن يتحدثوا بلغة يبدو منها أنهم على خلاف مع الحزب وقياداته، والحقيقة أنهم كانوا معه قلبًا وقالبًا، بدليل موافقتهم على كل القضايا التى كان يخوضها الحزب داخل البرلمان وخارجه، كما أنهم كانوا لاعبين أساسيين لنظام مبارك، وساهموا فى تجميله وخداع الشعب المصرى فيه.
يضيف زهران أن هؤلاء لم يكونوا على خلاف حقيقى مع الحزب الوطنى، الذى هم أعضاء فيه، وأن هامش المعارضة الذى كانوا يتحدثون من خلاله ظل عديم التأثير والأهمية، بل كانت تتم إدارته على قاعدة المصالح الشخصية الضيقة، دون النظر إلى ما يترتب على أفعالهم من أضرار وطنية حقيقية، وطالب زهران بالعودة إلى جلسات البرلمان لمعرفة مواقف هؤلاء المخيبة، والمؤيدة لنظام مبارك وحزبه فى القضايا التى كانت تحتشد ضدها المعارضة الحقيقية، وليست المزيفة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة