فاطمة خير

تحيا البلطجة

الجمعة، 19 أغسطس 2011 01:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صراع بين عائلتين على ملكية أرض، فى منطقة البساتين، يتسبب فى إصابة عشرين شخصاً، وتحطيم عشرين سيارة، وحرق عدد من المنازل بعد أن تم إشعال النار فى قطعة الأرض محل النزاع بالكامل (وهى بالمناسبة تتبع وزارة الأوقاف أصلاً !)، هذا فى قلب القاهرة، أما بعيداً فى سوهاج، وفى مساء اليوم نفسه، فقد أدى الخلاف على شراء الخبز، إلى مقتل سيدتين، كل ذنبهما كان مشاهدة المعركة التى نشبت بين مشترين للخبز، فأصابتهما طلقات نارية طائشة!

اليوم نفسه.. شهد فى صباحه الجلسة الثانية لمحاكمة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، والتى شهدت بدورها اشتباكات عنيفة، سواء على مستوى التراشق بالحجارة بين مؤيدى الرئيس وأسر الشهداء، أو على مستوى الاشتباك «المعنوى» الذى شهدته قاعة المحكمة، بين محامى الدفاع بالحق المدنى، الذين أراد أكثرهم الظهور الإعلامى، فى لحظات يسجلها التاريخ ويشهدها العالم، أكثر مما أراد وقتها انتزاع حقوق الشهداء والضحايا.

البلطجة.. هى التوصيف المناسب للمناخ العام الذى نعيشه الآن، هى أيام تاريخية بمعنى الكلمة وبكل تأكيد، لكن كيف سيسجلها التاريخ؟، وكيف سنبدو فيها؟، هذا ما لا نستطيع معرفته الآن، وقد نعرفه فى المستقبل، إلا أن المؤكد أن ما نزرعه الآن سنحصده غداً، وإذا كان سلوك من تبهره أضواء الشاشة، فتسبب له «لوثة» عقلية وعاطفية واختلالا فى السلوك، لا يختلف عن سلوك من لا يستطيع التحكم فى أعصابه أمام فرن عيش فيقتل، أو من لا يتوانى عن حرق المنازل، وتحطيم السيارات لسرقة أرض لا تخصه، فالمصيبة هنا مصيبتان: الأولى أن من يفترض به أن ينتمى للنخبة يمارس سلوك الغوغاء، والثانية أننا أمام تحدٍ إعلامى حقيقى لفرز من يستحق أن يكون الإعلام منبره، ومن لا يستحق أن يمنحه الإعلام مساحة ليبنى شهرة هو لا يستحقها.

هى «معضلة» ليست سهلة، فكل إعلامى يعرف جيداً أنه من الصعوبة الشديدة القيام بعملية الفرز، لأن المتكالبين على الشاشة لا يعطونك الفرصة للتفكير، هم يحاصرونك كالهواء الذى تتنفسه، وهؤلاء يتقنون تقديم أنفسهم للشاشة، لكنها معركة بقاء، وإلا.. علينا أن نسير مع الموجة رافعين شعار «تحيا البلطجة»!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة