الوجع والألم لدى الناس من مشكلة انقطاع التيار الكهربائى فى ظل وزارة الدكتور حسن يونس الممتدة منذ 2001 تفاقم وتضخم، والتخطيط العلمى لحل الأزمة غائب ومفقود رغم توفر الكفاءات البشرية الوطنية المؤهلة فى مصر.
والحقيقة لم أتوقع هذا التفاعل والتواصل مع ما كتبته أول أمس بعنوان «لغز وزير الكهرباء»، وبعض القراء يبدو أنهم من ذوى الحس الوطنى والخبرة الكبيرة فى مجال الكهرباء قدم اقتراحات كثيرة، ولكن يبدو أنهم من غير أهل الثقة فى وزارة الكهرباء أو ليسوا من شلة السيد الوزير ومن حوله، ولذلك ليس لديهم متنفس للمشاركة فى حل الأزمة بغير النشر، لعل سيادته يطلع ويتابع.
أحد هؤلاء كتب يقول إن مشكلة انقطاع الكهرباء عن إحدى المدن أو أحد الأحياء ليست تقصيرا من الكهرباء وحدها، بل هو تقصير من تخطيط الدولة فى البداية، فعلى سبيل المثال مع إنشاء مدينة 6 أكتوبر فى الثمانينيات وبداية التسعينيات كان تمديد كابلات الجهد المتوسط من اختصاص جهاز المدينة، وبالطبع كل أعمال التصميم والتخطيط المستقبلى، وهنا تكمن المصيبة لأن الذى قام بتنفيذ وتصميم الكابلات كان تقريبا «سباكا أو منجدا»!
فالكابلات الجديدة كلها غير مطابقة لأى مواصفات فنية، وينتهى عمرها الافتراضى بمجرد توصيل التيار عليها، إضافة إلى أن كل تصميمات غرف المحولات والموزعات «خربانة»، وتم تسليمها لشركة الكهرباء فى مثال صارخ على الإهمال والتسيب والفساد.
المشكلة أن مدينة 6 أكتوبر بأحيائها والمناطق الصناعية بكاملها، بالإضافة إلى مناطق التوسع الجديدة على طريق الفيوم والواحات وابنى بيتك والشيخ زايد وطريق مصر إسكندرية والقرية الذكية توجد فقط إدارة واحدة للكهرباء بعدد 2 سيارة اختبار كابلات فقط، والمشكلة الأخرى أن رواتب مهندسى الشبكات والعاملين لا تتناسب مع عدد ساعات العمل الطويلة فى ظل ظروف عمل سيئة ومحبطة.
الحلول موجودة لكن الإدارة مفتقدة والإرادة غائبة، والحل يكمن فى تأسيس إدارة أزمات وزيادة وتطوير أطقم الصيانة وتقسيم مراقبات الكهرباء لمناطق محدودة، وفى النهاية الاهتمام بالعنصر البشرى ومراعاة احتياجات المهندسين والفنيين.
المطلوب حلول جذرية لمشكلة الكهرباء فى مصر، ووضع مشروعات مستقبلية دون وعود وعهود مستمرة منذ 10 سنوات، فما أضيف لهذا القطاع منذ المرحوم ماهر أباظة شىء لا يذكر سوى بعض المشروعات البحثية عن استغلال الطاقات المتجددة، وهذه أيضا تم التخطيط لها أيام المهندس أباظة.