تامر عبدالمنعم

الأقليات فى السينما المصرية

الثلاثاء، 02 أغسطس 2011 10:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما لا شك فيه أن الفن بوجه عام، والسينما تحديدا، مرآة عاكسة للمجتمع، بكل ما يحتويه من طوائف وطبقات وأنماط مختلفة، وقد تستطيع بسهولة قراءة الواقع بأى حقبة زمنية من خلال مشاهدة أفلام تلك الحقبة.

فالسينما المصرية فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، حتى ثورة يوليو 1952، ستجدها تحتوى على يهود مصر مثلا، وأيضا على اليونانيين والجريك المقيمين فى مصر، وأنماط أخرى كثيرة من هذه النوعية التى جعلت من مصر وقتها دولة كوزموبوليتان على عكس طبقة الباشوات والبكوات التى انتهت مع الثورة ، ولو بحثت عن سينما الستينيات وتأملتها جيدا ستجد أقليات من نوع آخر، حيث أصبحت الطبقة العليا هى الأقليات، على عكس الفترة السابقة، ومن ثم انقراضها تماماً مع انفتاح السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، حيث أصبح للأقليات أنماط أخرى مثل التيار الدينى بكل ما يحمله من أفكار، وأيضا مظاهر خارجية كالجلباب القصير واللحية والنقاب، على عكس الحجاب الذى كان من الأقليات حتى الثمانينيات إلى أن وصل بسرعة فائقة وبقدرة قادر إلى حالة عامة بالبلد، وجعل من أمهات الشعور أقلية حقيقية، إلا أن السينما والدراما لم تعترفا به إلا مؤخراً، فى محاولات على استحياء، أذكر منها أفلام «واحد صفر» و«876» و«أحلى الأوقات»!

حدثت ثورة الخامس والعشرين من يناير وأفرزت العديد من الأنماط، منها من كان أقليات حتى وقت قريب جداً، ليصبح هى القوة السائدة فى لمح البصر، وبغتة دون سابق إنذار! وأنا هنا أعنى التيار الدينى المتشدد الذى رأيناه جميعا يوم الجمعة الماضى عبر شاشات التليفزيونات المصرية والعربية والأجنبية فى مشهد خطير ينبئ بخطر حقيقى يداهم الوطن قبل الثورة التى اختفى صناعها الحقيقيون وذابوا تماماً وسط هذا الزحف، واختفت أصواتهم بعدما تعالت حناجر الآخرين: «إسلامية إسلامية»، و«الشعب يريد تطبيق شرع الله»! لقد أصبحوا أقلية فى الميدان الذى جمعهم أياما وليالى وعدة جمعات متتالية!

يأتى السؤال: هل سيأتى اليوم لنصبح جميعا من الأقليات فى الوطن، ومن ثم السينما والفنون؟
أعتقد أن الإجابة نعم، بس ده لو ما منعوش الفنون.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة