دم شهداء الجنود المصريين فى سيناء برصاص الغدر الصهيونى جريمة يجب ألا تمر دون عقاب وحساب رادع لكى يعرف الصهاينة أن ما كان يحدث من صمت وخنوع فى عهد نظام مبارك على إهدار دماء المصريين على الحدود لا يمكن أن يحدث الآن دون رد وقصاص من القتلة. وأن دم الإنسان المصرى، الذى قام بالثورة العظيمة فى 25 يناير هو أغلى واطهر واشرف من آلاف الصهاينة سفاكى الدماء أبناء القردة والخنازير. وما كان مقبولا فى عهد صديق الصهاينة فى السابق لا يجب الصمت والسكوت عليه الآن وعدم الاكتفاء باعتذار باهت ومتعجرف من دولة الكيان الصهيونى.
لا نطلب الحرب ولكن نطلب الرد بقوة وبكرامة وكبرياء على هذا العمل الخسيس والجبان بما يتوازى وقيمة الثورة، التى قامت من أجل استعادة كرامة وحرية الإنسان المصرى.
إسرائيل قتلت أبناءنا بدم بارد فى تحد سافر لمصر الثورة واختبار لمدى قدرتها على الرد العملى والسريع، ولذلك فإن الاكتفاء بالاعتذار الصهيونى لن يشعر الشعب المصرى بالتغيير الحقيقى فى سياسة التعامل مع جرائم إسرائيل كل مرة فى قتل الجنود المصريين فى سيناء وسيزيد الاحتقان والغضب داخل صدور المصريين، فالمسألة تتعلق بشرف وكرامة المصريين، الذين ثاروا ضد الظلم والاستبداد ولن يتقاعدوا عن الثورة ضد الصمت على الجرائم الصهيونية.
البدائل كثيرة أمام المجلس العسكرى، الذى يدير أمور مصر الآن، وعليه أن يقوم بدوره وواجبه والاستجابة لمطالب الشعب فى حدها الأدنى الآن، وهى اعتبار السفير الصهيونى فى القاهرة «شخصا غير مرغوب فيه» واستدعاء السفير المصرى فى تل أبيب «للتشاور»، والرد على كل اختراق إسرائيلى لسيناء والمطالبة بالقصاص من القتلة، واعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد لإعادة نشر القوات المصرية فى سيناء للحفاظ عليها من غدر كل من يلوح بالتهديد فى اقتحامها مرة أخرى والشروع على الفور فى خطة توطين وتعمير سيناء لتكون حائط صد حقيقيا أمام الغزاة الصهاينة.
زمن السكوت والصمت لم يعد له مكانا الآن وعلى المصريين بجميع طوائفهم وانتماءاتهم ومذاهبهم الاصطفاف لمواجه العدو الرابض على الحدود، فلا وقت لسلفية أو إخوانية أو ليبرالية أو قومية أو يسارية فمصر أولا الآن.