أكرم القصاص

مصر القوية «الديمقراطية» فى سيناء

الإثنين، 22 أغسطس 2011 08:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الاعتداء الإسرائيلى على حدود سيناء واغتيال الجنود المصريين هو دفع نحو التصعيد، وإسرائيل تدرك أن العداء المصرى موقف من الاعتداء الإسرائيلى على الفلسطينيين والمصريين، خاصة أن إسرائيل هى الداعم الحقيقى للتسلط فى المنطقة، لأنها تعيش أفضل فى ظل التسلط والفرقة والانقسام.

التسلط هو الذى يمنح إسرائيل مبررات عدوانها، وقد ظلت الكثير من الأنظمة العربية تقهر شعوبها بدعوى مواجهة العدوان، وهذه الأنظمة قتلت بالقهر والقمع من مواطنيها أكثر مما واجهت أعداءها، بقى العدوان وازدادت شراسة الأنظمة القمعية، وتضاعف حجم القهر والقمع والتسلط.

الآن بعدما شاهدناه من قدرات هائلة لشباب مصرى يبتكر أساليب المقاومة، مثلما تسلق أحمد الشحات 15 طابقاً بلا سلالم أو مساعدة، لينزل علم إسرائيل من فوق المبنى ويحرقه، ويرفع علم مصر. ربما يرى البعض فى تصرف الشحات نوعاً من المبالغة، وهؤلاء لا يدركون رمزية انتزاع علم إسرائيل، بما يقدمه من تأكيد على توحد الشعب المصرى ضد السياسة العدوانية الإسرائيلية.

لقد كان التعامل مع إسرائيل فى فترات سابقة يتم بدون موافقة الشعب بل عكس اتجاه الوطنية المصرية التى كانت ترى التعاون مع إسرائيل يشجعها على التمادى فى عمليات القتل ونصب المجازر، بينما كان مبارك ومدرسته فى الخارجية يحرصون على التوازن المبالغ فيه إلى حد سجن سليمان خاطر أول من أعلن عن كراهية السياسة الإسرائيلية بالرصاص، ومثله الجندى أيمن حسن، هناك توحد بالفعل فى مواجهة العدوان.

والحل هو استغلال التوحد الشعبى والرسمى فى مواجهة العدوان، دون أن يعنى هذا إلغاء معاهدة أو شن حرب، بل السعى إلى تعديل المعاهدة بما يعطى مصر سيادتها كاملة على أراضيها، ولا يفترض أن ينجر البعض إلى حرب لا يحددون مكانها وتوقيتها، لأن الاندفاع من شأنه أن يؤدى إلى صدام بلا استعداد.. بما قد يعنى كارثة.

الحقيقة أن هناك فرقا بين طريقة تعامل الإسرائيليين مع حكومتهم وطريقتنا مع حكومتنا، هم يتوحدون مع أمنهم القومى، ونحن نفضل التنكيت على كل شىء بما فيه الجيش. والأمر الأهم هو ضرورة إغلاق الملفات الأمنية لسيناء وإعادة تنظيم ملفاتها وغيرها بما يضمن استقلالها ويعطى أهلها الحق فى رسم سياستهم هناك، وإنهاء حالة الاستعباد والضغوط التى كان النظام السابق يتعامل بها مع الأمن عموماً.

الأمر الأهم هو السعى إلى بناء مصر القوية الديمقراطية، وهى وحدها القادرة على مواجهة وصد العدوان، وعلينا ألا ننجر إلى حرب لسنا مستعدين لها، والحل يتركز فى إغلاق الملف الأمنى فى سيناء، وفتح ملف ديمقراطى بمعرفة أهل سيناء، وإدراك أن مصر الديمقراطية والمتعددة القوية هى القادرة على إدارة الملفات الداخلية والخارجية بشفافية وكفاءة، عن طريق إدارة منتخبة لا تتحرك وحدها، علينا ألا نكتفى بالتفكير فى أن ينهزم عدونا، بل نفكر فى أن ننتصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة