كتبت أمس الأول عن محافظة الشرقية باعتبارها مصنع أبطال ضد التطبيع، وذلك على خلفية ما قام به ابنها البطل أحمد الشحات بالصعود إلى السفارة الإسرائيلية، وإنزال العلم الإسرائيلى من فوقها ورفع العلم المصرى بدلا منه، وحدثنى البعض معاتبا عن أنه من الضرورى التنويه عن كل الذين خاضوا هذا النهج ليس من محافظة الشرقية فقط، وإنما من كل مصر.
العتاب فى محله، وأبدأ بذكر ما قاله القارئ السيد عبد الصابر السيد عن عبد العاطى صائد الدبابات وابن الشرقية، الذى كان واحدا من آلاف الأبطال الذين خاضوا حرب أكتوبر المجيدة، وسجل اسمه بحروف من نور بعد أن استطاع تدمير 23 دبابة فى هذه الحرب الخالدة.
أما فى سجل شهداء التطبيع، فلنتذكر أول الذين ساروا على هذا الدرب وهو سعد إدريس حلاوة، بلدياتى وابن قرية أجهور الكبرى بمركز طوخ محافظة القليوبية، الذى قام فى التوقيت نفسه، الذى أعلن فيه السادات رفع العلم الإسرائيلى فى سماء القاهرة، بالاعتصام فى مبنى المجلس المحلى لقريته، رافضا فك الاعتصام إلا بعد إنزال العلم الإسرائيلى، وطرد السفير الإسرائيلى من مصر، وأصاب هذا الحدث السادات بزلزال كبير لأنه كسر الصخب الإعلامى الذى صدره إلى العالم، بأن هناك إجماعا شعبيا على خطوته بالسلام مع إسرائيل، ولذلك قام وزير داخليته النبوى إسماعيل بقيادة المواجهة شخصيا ضد سعد إدريس حلاوة التى انتهت باستشهاده، وسط آلة إعلامية صاخبة، واتهام حلاوة بأنه مختل عقليا، والمثير أن هذا الاتهام البالى، كان هو نفس الذى تم توجيهه إلى سليمان خاطر وأيمن حسن.
كان حدث سعد إدريس حلاوة زلزالا بالرغم من أنه فردى، وألهم شعراء وقتها يرفضون نهج السلام مع إسرائيل، وللتذكير فإنه أثناء ذلك، كانت نقابتا المحامين والصحفيين، وكذلك رموز وطنية كبيرة، وأحزاب مثل التجمع والعمل ينادون المصريين، برفع مليون علم فلسطينى فى مواجهة علم إسرائيلى واحد فى سماء القاهرة.
وفى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى انطلقت ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين، لمطاردة العناصر الصهيونية على أرض مصر، ومات نور الدين فى السجن، لكنه ومع شهداء التطبيع بقى خالدا فى الذاكرة الوطنية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة