حنان شومان

قالوا للاستفتاءات احلفى

الجمعة، 26 أغسطس 2011 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل أنحاء العالم المتقدم يلجأ أصحاب القرار أو المتنافسون فى أى مجال مثل السياسة أو الفن أو التجارة إلى الاستفتاءات الجماهيرية لمعرفة موقع أقدامهم فى مجالهم ومدى رضا أو سخط الجمهور المتعامل مع هذه السياسة أو تلك أو هذه السلعة أو غيرها.

فى كل أنحاء العالم المتقدم هناك مؤسسات ذائعة الصيت، متخصصة فى مثل هذه القياسات للرأى العام لها ميزان يقترب من ميزان الذهب قلما يأتيها الباطل من أمامها أو خلفها.

فى كل العالم المتقدم هناك أشياء نأخذ منها الاسم وأبداً لا نعطى لها ذات المضمون، منها -كأكبر مثال- عملية قياس الرأى العام أو الاستفتاءات بكل أشكالها، فهل منا من ينسى استفتاءات مركز معلومات مجلس الوزراء الذى خرج أحدها علينا منذ سنوات قليلة بنتيجة صارت نكتة يتداولها الناس حين قال إن 70 % من المصريين راضون عن حياتهم وسعداء ويعيشون فى رخاء ونمو اقتصادى!!!

ولأن الناس على دين حكامهم فقد صارت استفتاءاتنا على اختلاف أنواعها كذبة كبرى أو على الأقل خدعة كبرى وطبعاً أكثر الاستفتاءات سوءًا فى السمعة، تلك التى تروج لها محطات التليفزيون المختلفة حول المشاهدة بالنسبة للجمهور فى رمضان وغيره من مواسم السنة، وتدفع هذه الاستفتاءات بعض الناس الطيبين للتساؤل: هو إحنا بس اللى مختلفين ولا نشاهد هذه الأعمال السيئة ولا إيه؟! فهى تشككهم فى أنفسهم وأذواقهم.

وقد تصورت بعد الثورة أن تغيير الحكام وبالتالى دينهم ربما سيجعل من الاستفتاءات فى مصر شيئا أقرب للواقع أو على أقل تقدير لن تكون سيئة السمعة جداجدا كما كانت. ولكن خاب ظنى فى الحكام ودينهم ودين من يتبعهم، فلا قياسات الرأى السياسية ولا الفنية والبرامجية التى تبعتها فى رمضان تغير فيها شىء، فهى قياسات ونتائج ترفع المجرور وتنصب المرفوع وتحكى عن قيمة غير المحكى.

ورغم أن كثيرا من المياه الراكدة الآسنة فى مصر تغير بعض من ملامحها، إلا أن الناس الطيبين مازالوا موجودين فى مصر يقرأون نتائج هذه القياسات ويتشككون فى أنفسهم وآرائهم.. ولهذا فلهؤلاء الطيبين أقول: لو جاتلك الوكالة المنتجة أو من يدعون أنهم مؤسسات قياس رأى عام تحلف بنتائجها قُل جه الفرج. أما وإن لم تكن من الطيبين فتنبه لأن الزن على الودان أمر من السحر!!!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة