سعيد الشحات

مجانين مقاومة التطبيع

الجمعة، 26 أغسطس 2011 08:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذكروا معى ما كانت تذكره الآلة الإعلامية والسياسية الرسمية فى كل حادثة، كانت تقاوم التطبيع مع إسرائيل، منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل فى أوائل ثمانينيات القرن الماضى مع السادات، ولنضع ذلك فى مقارنة مع ما يقال الآن حول ما فعله البطل المصرى «الشرقاوى» أحمد الشحات، بصعوده إلى السفارة الإسرائيلية وإسقاطه للعلم الإسرائيلى، والمقارنة تعطينا الكثير من التغييرات التى أحدثتها ثورة 25 يناير فى النظرة إلى الكيان الصهيونى.

مع سعد إدريس حلاوة الذى أطلق أول نداء مسلح ضد التطبيع، سارعت الرواية الرسمية السياسية، ومعها الإعلام الرسمى باتهام سعد بالمرض النفسى والجنون، ولأنها رواية كاذبة جملة وتفصيلا، اندفع شاعر بحجم نزار قبانى إلى التمنى بأن يكون كل الشعب العربى مجانين مثل سعد، وحين أقدم الجندى سليمان خاطر على قتل إسرائيليين أثناء خدمته الليلية على الحدود، سارعت الرواية السياسية الرسمية وآلتها الإعلامية بتصويره مريضا نفسيا، ولأنها رواية كاذبة، أذكر أن أم سليمان فى زيارة لى مع سياسيين آخرين لها فى قرية إكياد بالشرقية، أوصتنا بالحديث إلى كل الناس بأن ابنها كان زينة الشباب وقمة العقل والطيبة.

أما أيمن حسن بلديات سليمان، الذى اصطاد 21 إسرائيليا أثناء خدمته أيضا على الحدود، فسارعت الرواية السياسية والإعلامية الرسمية باتهامه أيضا بالمرض النفسى والجنون، وحين ذهبت إلى تغطية محاكمته العسكرية فى السويس، وكنت مع الصديق الدكتور عزازى على عزازى محافظ الشرقية الذى حضرها لمؤازرة أيمن وأسرته، وجدته شابا رومانسيا حالما يهوى الرسم، وأخذت منه رسومات معبرة كانت تسليه أثناء فترة احتجازه للمحاكمة.

وعلى نفس الدرب سارت الرواية السياسية، والآلة الإعلامية الرسمية، لتصوير محمود نور الدين قائد تنظيم ثورة مصر المسلح، بأنه مريض نفسى يحب الشهرة والإعلام، وذلك بعد نجاح التنظيم فى اصطياد عناصر للموساد الإسرائيلى، كانت تتخفى تحت ستار العمل فى السفارة الإسرائيلية والمركز الأكاديمى الإسرائيلى، وسرعان ما اختفت هذه النغمة الكاذبة.

والآن وبعد ثورة 25 يناير، تحتفى الحكومة قبل الشعب بالبطل أحمد الشحات، الذى كان فى قمة العقل والنضج وقت قيامه بإسقاط العلم الإسرائيلى من على السفارة، ليأخذ بالثأر من كل الذين اتهموا كذبا أبطالنا السابق ذكرهم بأنهم كانوا مجانين، فتحية لهؤلاء العقلاء الاستثنائيين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة