عاد شوقى الإسلامبولى إلى مصر، خبر مكانه الطبيعى على صفحات الحوادث، فالرجل محكوم عليه بالإعدام فى قضية "العائدون من أفغانستان" عام 1992، وبغض النظر عن طبيعة وملابسات هذا الحكم الصادر عن محكمة عسكرية، وسواء طعن محاموه عليه أو لم يطعنوا، لا يجب بأى حال من الأحوال أن يتم استقبال "شوقى الإسلامبولى"، باعتباره بطلاً أو نجماً شهيراً محبوباً، تطارده الكاميرات فى المطار، وتتسابق القنوات التليفزيونية على التسجيل معه، بينما يحرك وجهه بين العدسات ملوحاً بعلامة النصر وعلى شفتيه ابتسامة واسعة، يدلى بالتصريحات والتحليلات السياسية هنا وهناك، وكأنه المحروس نلسون مانديلا محرر جنوب أفريقيا من نظام الحكم العنصرى.
وإذا كان الرجل له الحق الكامل فى الدفاع عن نفسه بالقانون، ومن خلال القنوات الرسمية، فليس من حقه أن يعقد مؤتمراً صحفياً فى مطار القاهرة، يحاول من خلاله غسل يديه مما ناله من أحكام قضائية أو لحق به شبهات واتهامات بالتورط فى أعمال عدائية ضد مصريين.
وبالفعل لم ينتظر الأخ الإسلامبولى حتى يفصل القضاء فى حكم الإعدام الصادر بحقه، بل تعمد إطلاق التصريحات التى تحول ملف القضية من المسار الأمنى إلى المسار السياسى، ويساعده على ذلك مجموعة من المحامين الذين نالوا شهرتهم من اعتمادهم شعار "محامو الجماعات الإسلامية"، وهو شعار غامض وغير محدد، ويجعل من هذه الجماعات كياناً أشبه بـ"الجيتو" له أسراره ومفاتيحه ووكلاؤه الذين يعقدون الصلات الضرورية بينه وبين المجتمع الخارجين عليه أو يدافعون عنه، كلما تقاطعت خطوطه مع قوانين الدولة، وتجدهم، أى هؤلاء المحامين، يتكاتفون وراء أى متهم منتسب لهذه الجماعات أيا كانت تهمته وأيا كان مستوى انتمائه لهذا البلد.
الأخ الإسلامبولى تصور أنه فور إعلانه براءته بنفسه من الاتهامات التى تطارده، وبعد أن يقول كلمتين مدحاً فى ثورة يناير وكلمتين سباً فى مبارك، تصور أنه سيركب هواء الفضائيات، ومنه إلى عقول وقلوب المصريين الطيبين، وليس بعيداً أن يعلن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، وها هو يتمطع ويعلن أن ثورة 25 يناير كان لها الفضل فى عودته لمصر، أهلاً وسهلاً، متجاهلاً أن إيران ضاقت به وخيرته بين أن يرحل إلى باكستان أو أن يعود إلى بلده، وفى البداية قرر أن يشد رحاله إلى باكستان، ولأسباب لا يعلمها إلا الله قرر أن يعود إلى إيران مرة أخرى، حيث تلقى ما يفيد بعودته إلى القاهرة ليقول أمام الكاميرات "أنا برىء".
يا أخ إسلامبولى، خدعوك فقالوا إنك ستكون زعيماً فى مصر، يستقبلك الناس استقبال الفاتحين، لأن أخاك قتل الرئيس السادات، فلا بد أن تعرف وتعى جيداً أن قتل يقتل قتلاً فهو قاتل يداه ملطختان بالدم، وعنقه مكبل بالنفس البريئة، أما حكاية الـ24 سنة غربة فى إيران بلد السجاد والفستق، فهذه قصة أخرى نسترجعها معا حتى نصل معا، إلى لحظة تلقيك الإفادة بالمغادرة إلى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ايمن سلام
اخى انك لم تنصف
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عطـــــــــــــا
دروس ثورة يناير العظيمة
عدد الردود 0
بواسطة:
damn life
احذر من فضلك مصر ترجع الي الخلف
عدد الردود 0
بواسطة:
lمصرى صميم
فعلا مهزله هو مافيش دوله ؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ENGSHADY
حقد
كفاية بقي حقد علي كل ما هو اسلامي الواحد زهق
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ممدوح
قل موتوا بغيظكم
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو راضى
الصح اصبح خطأ والخطأ اصبح صح
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف نور الدين
انزعو الغل والحقد من صدوركم قبل ان تنز ع ارواحكم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الدق
التعليق رقم 2 ( الخوف ليس من امريكا واسرائيل ولكن الخوف كل الخوف من أبناء وطنى )
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
إيه اللخبطة دي