نحن شعب يكره النصيحة.. أرجوك اعترف بذلك ولا تكابر.. واضح إنك هتكابر.. إذن دعنى أتجاوز هذا الاعتراف، وأطلب منك ألا تكره ما ستقرؤه فى السطور القادمة من نصائح، وإن كان الموضوع هيضايقك أوى، أو إن كنت لا ترى فى شخصى القدرة على تقديم النصيحة، فصدقنى لن أغضب إن اعتبرته هذيان شاب مخبول، أو هلوسة مريض بالحمى.. اعتبرها كما تعتبرها.. لكن الأهم أن تكون على يقين أن هدفى الأول هنا هو ضمان عيد سعيد وطيب لك ولأهلك ولأحبائك بعيدا عن أى أفكار قد تعكر صفو عيدك.
النصيحة الأولى:
لا تفكر فى أى شىء يخص العملية الانتخابية، وكن حذر جدا من سيل الدعاية غير الشريفة التى سيبتكرها السادة الطامعون فى كراسى البرلمان من أجل الحصول على صوتك، ولا تضع نفسك فى أى موقع قد يعرضك لسماع أى وعود انتخابية حتى لا تقلب على نفسك المواجع، ها أنا أحذرك.. ابعتد عن المؤتمرات الانتخابية حتى لا تتذكر وعود المرشح السابق التى طارت فى الهواء بمجرد أن جلس على الكرسى فتصاب بالسكتة القلبية أو تفقد بهجة العيد، ابتعد حتى لا تتذكر المدرسة التى ظلت آيلة للسقوط بعد أن كانت الوعود قد حولتها إلى جامعة أمريكية، ولا تهب عليك رياح الصرف الصحى التى كانت وعود الانتخابات الماضية قد قالت بأنه سيتحول إلى متنزه أفضل من الحديقة الدولية، وسنترال بارك فى نيويورك.
النصيحة الثانية:
لا تسأل عن الدكتور البرادعى، ولا تحاول أن تدخل على «تويتر» حتى تتجنب لقاءه ورساءله النضالية الكبرى، وفى نفس الوقت ابتعد قدر الإمكان عن الكمبيوتر وعن الـ«فيس بوك»، حتى لا تتعثر فى واحدة من الجروبات التى توزع التفاهة مجانا، أو تمنح صكوك الغفران والرحمة لمن تشاء بغير حساب.
النصيحة الثالثة:
لا تصدق أبدا.. أقول لك «أبدا».. أى كلام أو وعود للسادة المسؤولين.. فى إجازة العيد امنع نفسك من قراءة الصحف القومية ولا تفتح التليفزيون إلا على فضائيات الهلس والمسخرة، حاول بقدر الإمكان ألا تعرض نفسك لأى تصريح طائش من على لسان أحد المسؤولين أو الوزراء.. فأنت فى غنى عن ارتفاع ضغط الدم وألم البواسير والتنكيد على أهلك فى أيام العيد.
النصيحة الرابعة:
لا تركز كثيرا مع شباب الائتلافات وأفكارهم غير الواضحة وخططهم غير الكاملة لمستقبل مصر، وبالمثل لا تفعل مع السادة المرشحين للرئاسة وحملاتهم الخائبة التى تؤهلهم لكراسى المجالس المحلية لا لكرسى الرئاسة، والتى تشبه إلى حد كبير حملات رجال النظام السابق وشعاراتهم التى ما إن تسمع ورديتها من هنا حتى تذهب مسرعا لتحتضن أولادك دون أن تقدم لهم أى تفسير واضح لخوفك المفاجئ هذا الذى شعرت به بالطبع بناء على خلفيتك مع وعود المسؤولين والدولة التى طالما وعدتنا وخلفت، ولم يأتنا من وعودها ووعودهم سوى كل ما هو عكسها، أو كل ما هو مخالف لها فى الاتجاه والهدف.
النصيحة الخامسة:
صل رحمك.. لا تترك صديقا أو قريبا أو جارا أو زميل عمل إلا وبادره بالعناق وبالسؤال عن حاجته.. فنحن يا صديقى لم يعد لنا سوى بعضنا البعض، فهيا نظلل على بعض، ونصنع من أنفسنا مجتمعا جديدا يلد أشخاصا قادرين على التكافل والتغيير فى المستقبل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة