أكرم القصاص

لا فضل لمواطن على آخر فى الثورة

الأحد، 28 أغسطس 2011 08:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا فضل لمواطن على آخر، ولا يدعى أحد أنه يعرف فى الثورات والمستقبل أكثر من الثانى، الكل شركاء، والكل يحق لهم مايحق لغيرهم. فعندما قامت ثورة تونس، كانت ملهمة للشعب العربى فى مصر، واليمن، ليبيا، وسوريا، وبدا أن الثورات معدية مثلما التسلط معد، لقد كانت الثورات العربية الأولى للاستقلال متقاربة فى الوقت والطريقة، بل وكانت نتائجها أيضا متشابهة. لأنها انتهت إلى تكريس أنظمة حكم، تسلطت وفعلت أكثر مما فعل الاستعمار. الآن بعد ربيع الثورات هناك أمل كبير فى أن يكون المستقبل أفضل للشعب العربى خلال العقود القادمة، وأن تنتهى وإلى الأبد الأنظمة التى جثمت على رقاب شعوبها. ولهذا فإن العيون كلها تنظر على الآخرين. نحن فى مصر نتابع ما يجرى فى تونس، وهو يشبه إلى حد كبير ما جرى عندنا حتى فى طريقة الثورة التى كان الجيش يقتسم السلطة مع الثورة. والتشابه أيضا بين مصر وتونس فى كثرة الائتلافات، واختلاف الرؤى إلى حد التشتت. هم أيضا فى تونس ينظرون إلى مصر وما يجرى فيها. كلا البلدين لايزال يعانى من بقايا أعراض النظام السابق سنوات طويلة كان التسلط فيها يصل إلى كل مكان، كما أن الفساد انتشر كالسرطان فى أماكن كثيرة من جسد البلاد. الأمر فى مصر وتونس فيه شبه كبير، كما أن نتائج ما يجرى فيهما ستكون مؤثرة على الثورات فى اليمن، وليبيا، وسوريا.

ليبيا أعلنت عن مجلس حكم انتقالى، لكنها مليئة بالسلاح، وتنتظر أن يبدأ الفلول عملهم لفترة مع احتمالات للانقسام أو التقسيم، لكن أى وضع ستكون فيه سيكون أفضل من وجود القذافى الذى قضى على ثروات الشعب الليبى، ووظفها لصالح مغامرات مجنونة. ولو صحت النية، يمكن للمجلس الانتقالى أن يوحد الليبيين فى اتجاه واحد، خاصة أن الشعب الليبى شعب طيب، ويستحق نظاما مختلفا عن نظام القذافى، الذى لاكان جمهوريا ولا ملكيا ولا أى شىء. وعلى كل الأحوال بالرغم من تصورات تروجها الأنظمة المتسلطة، فإن البديل لها الفوضى، وبالرغم من الأعراض التى تتكرر من انفلاتات، وتشتت، وانتهازية، وخلافات، فإن أى وضع سيكون أفضل عشرات المرات من استمرار الأنظمة القاتلة التى دمرت نفسيات شعوبها، وانتهكت ثقتها بنفسها.

وأول إنجاز لأى ثورة، هو استعادة الثقة فى النفس، وأن يدرك الشعب أنه وحده صاحب القرار، بشرط ألا يتحول ذلك إلى حرب أو انقسام، ويبدو أن تحديد الأهداف والأولويات عليه نصف النجاح. ولا خجل فى أن نتعلم البناء خطوة خطوة، بدلا من أن نسلم أنفسنا لانتهازيين أو نصابين أو مزعقين. وعلى الشعب ألا يشعر بالخوف من المستقبل، وأن يشارك رغما عن أى حد، وليعلم كل مواطن أنه له نفس الحقوق، وأن من يدعون المعرفة، لايعرفون أكثر منه. عندها فقط يمكن أن ننجح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة