هل كان خنوفة هو روبن هود.. أم إنه الأب الروحى لعصابات الجريمة العشوائية المنظمة فى عزبة أبوقرن. هل يمكن أن يقدم على الانتحار، بينما كان مقبلاً على الحياة، يجهز لإنهاء مشروعه الاستثمارى الكبير بدون ترخيص؟..
خنوفة متهم من أجهزة الأمن بالاتجار فى المخدرات وقطع الطريق ومهاجمة قسم مصر القديمة ونقطة المنيل. تم القبض عليه، بعد عدة محاولات فاشلة، وبدا أمام الكاميرات رابط الجأش متحدياً. وبعد ترحيله أعلنت إدارة السجن أنه شنق نفسه.
أهل خنوفة قالوا إنه كان بطلاً وجدعاً وشهماً وصنديداً. واتهموا مجهولين بقتله. وقالوا إن وراء القبض عليه مؤامرة كبرى. إذا استمعت إلى أقارب خنوفة ستجد نفسك وكأنك أمام روبن هود.
خنوفة هارب من السجن أثناء الانفلات الأمنى، ومتهم فى قضايا مخدرات وبلطجة، ومتورط فى عمليات اقتحام نقطة المنيل، وقطع طريق صلاح سالم أكثر من مرة.
مؤيدو خنوفة يقولون إنه أحد فرسان الشجاعة والشهامة والجدعنة، ولايمكن أن يقدم على الانتحار. وبدا من كلام فرقة خنوفة، وكأنهم يتحدثون عن روبن هود ذى القلب الطيب.
وإذا راجعنا القضايا المتهم فيها السيد خنوفة، فهو هارب من سجن وادى النطرون حيث كان يقضى حكما بالسجن المشدد 10 سنوات فى قضية مخدرات، ولديه توليفة أحكام وقضايا بلطجة، وفض أختام، وضرب، واعتداء فضلاً عن قطع الطرقات، والاعتداء على رئيس الحى لأنه أراد إزالة محلات تم بناؤها بدون ترخيص أثناء الانفلات الأمنى.
وبالتالى فالسيد خنوفة ليس ملاكاً، إنما بلطجى نما وترعرع فى عالم الإجرام. ولا مانع إطلاقاً من أن يكون طيبا ودمعته قريبة وجدع. فلايوجد إنسان بلا مشاعر، وكون المرحوم خنوفة فاعل خير، لا يمنع من التعامل مع جرائمه وسوابقه.
واضح أن خنوفة ليس شخصا، ولكنه مؤسسة، كان فيها «الأب الروحى»، ولهذا فإن المؤسسة تهدد بالانتقام. وتطالب بإعادة فتح التحقيق فى انتحار خنوفة.
وقد سبق وشنت عصابات خنوفة هجوماً على قسم مصر القديمة وقطعت الطريق. الآن هم ينفون أن يكون خنوفة انتحر بملابس السجن، ويرون أن هناك مؤامرة وراء اغتياله، من دون أن يقدموا دليلاً على أنه لم يكن مجرماً خطراً. وأنه كان من ضمن مئات وربما آلاف هربوا من السجون وقت الانفلات الأمنى وهؤلاء الآن يقودون عصابات قطع الطرق والسرقة بالإكراه والبلطجة وفرض الإتاوات. ويقدمون أنفسهم على أنهم من الثائرين والمظلومين، بينما هم تحولوا إلى مؤسسات يتوقع أن تتسع لتصبح عصابات للجريمة المنظمة.ِ. خنوفة ليس فردا وإنما ظاهرة تتسع كل يوم.