«الريان» عاد من جديد.. آثار من حوله ضجة كبرى بعد خروجه من غياهب السجن بعد أن قضى خلف قضبانه 21 عاما بسبب قضية توظيف الأموال الشهيرة، أمنيته أن ينتقم من الماضى ويسود حساباته معه، والطريق مفتوح والأجواء مهيئة، ووجوه الماضى الكئيب تطل من جديد وتقفز إلى قلب الحاضر وتخطط للمستقبل، وحيثيات الدفاع جاهزة، فالنظام الفاسد الذى عملوا بقوانينه ونهبوا الأموال فى ظلاله هو المتهم الآن بظلمهم واضطهادهم. والفرصة مواتية فى ظل حالة الفوضى وغياب الرؤية والضبابية السياسية والاقتصادية، لكى تعيد رموز الفساد عجلة الزمان إلى الوراء.
«الريان» عاد من جديد إلى الساحة ليبشر المصريين بنشاطه الجديد فى توفير اللحمة الرخيصة لهم بعد أن تاب واستتاب عن نشاط توظيف الأموال التى داعبت أحلامهم فى السبعينيات والثمانينيات فى الثراء السريع وهم فى مقاعدهم ينعمون بالراحة والكسل وحلم الثروة على أيد الريان وأمثاله من تجار الأحلام، وكان الإفراز الطبيعى لمرحلة الخلل السياسى والاقتصادى فى مصر.
تجربة الريان السيئة لن ينساها المصريون، فقد تمت المضاربة بأموالهم فى شركات توظيف الأموال الشهيرة التى استغلت الدين بأبشع الصور عن طريق تشغيل العديد من أشهر رجال الدين والقانون فى خدمة هدفهم، وقامت بنهب أكبر قدر ممكن من الثروة بأسرع الطرق وأسهلها، وهو استغلال نزعة التدين الشعبى لدى المصريين، وكانت بدايات الكراهية لنظام الرئيس المخلوع والصدمة الأولى من نظامه الفاسد ممثلة فى إحدى أبرز شركات توظيف الأموال «الإسلامية» التى نهبت أموالهم.
والآن يريد الريان العودة بالزمن إلى الوراء مع أبطال المشهد المأساوى القديم والقفز مرة أخرى بشعار جديد لتأسيس شركات توظيف اللحمة، ويحاول استغلال ذكائه، كما فعل فى السبعينيات والثمانينيات لإقناع المصريين بطيبته ونيته الصافية فى توفير اللحمة الرخيصة لهم.
هل يصدقه الناس مرة أخرى؟ هل يقبلون أن يلدغوا من جحره مرة ثانية فى شركات توظيف اللحمة؟ وهل تتركه الدولة يتحكم فى تجارة أهم سلعة غذائية للمصريين ويتعامل فيها بنفس فهلوة السبعينيات والثمانينيات؟
أتمنى - ومازلت - أن يخرج رئيس الوزراء أو أى مسؤول حكومى ليوجه أسمى آيات الشكر للأخ الريان على سعيه المشكور ويحذره من المضى فيها، لأن الأمن الغذائى للمصريين وتوفيره لهم فى العهد الجديد المسؤول عنه فقط هى الدولة وليس الريان أو السعد.