هى المرة الرابعة أو الخامسة التى يتم فيها إخلاء ميدان التحرير من المعتصمين بالقوة، مشهد الاثنين تكرار لما قبله، دون أن ينتج الحدث أمراً جديداً. غير شتائم متبادلة، وإفيهات وتنكيت وسخرية من الشعب، ومن المعتصمين، ومن حزب الكنبة، ومن البلطجية. وطبيعى أن التكرار يكون مملا والإفيهات والمفردات باهتة تفقد حماسها.
مشهد الاثنين.. المعتصمون قالوا إنهم سيواصلون الاعتصام، مواطنون وأصحاب محلات طالبوا بفتح الميدان، المعتصمون رفضوا، دعاوى بعض الائتلافات للانسحاب حتى نهاية رمضان، أو إخلاء الميدان مع ترك باب العودة مفتوحاً، أو حتى فتح الطريق لمرور السيارات، وحركة البيع والشراء إلى محلات وسط البلد. لكن ائتلافات وتيارات رفضوا إخلاء الميدان وهناك من رفض وأصر على البقاء من أجل أهداف الثورة ومحاكمة الفساد. ورفضوا إخلاء الميدان وقوات الشرطة العسكرية والأمن المركزى اقتحمت الميدان، وفضت الاعتصام، وأزالت الخيام. ولا توجد نتائج لهذه الأحداث سوى المزيد من الشحن والتوتر. واكتساب المزيد من الخصوم، للثورة والمجلس العسكرى.. هجوم من الفيس بوك على المجلس العسكرى واعتباره «فلول» وبالمرة سخرية من أنصار عجلة الإنتاج وحزب الكنبة. مع استمرار نظريات الثورة الكاملة والمضادة والناقصة. وفى المقابل تأييد للمجلس العسكرى من فريق آخر، للأغلبية الصامتة وسخرية من الثوار، ودفاعا عن فتح الميدان وعجلة الإنتاج.
كالعادة سنرى بيانات من أعضاء ائتلافات وتيارات وحركات، يدينون فض الاعتصام بالقوة، ويؤكدون أنهم كانوا مع فضه بالاختيار. ويمسكون العصا من منتصفها.. مع تاكيدات على حق التظاهر والاعتصام السلمى. بيانات إثبات موقف، أو أكل عيش.
ولا أحد يقول الحقيقة كاملة، ولا أحد سيقول إن الذين يستمرون فى التحرير بينهم ثوار، وبينهم فوضويون، وبينهم مخبرون ومغامرون وناس مش لاقية حاجة تعملها، منهم من يواصل الدفاع عن الثورة وأهدافها، ومن يزايد بها وبالشهداء. ويحول الاعتصام من وسيلة إلى غاية. ولن تعرف المزايدين من الثوار. والخاسر هم الثورة والشعب.. ولن يتعلم الشطار من التكرار.. ولا الحمار.