عادل السنهورى

مبارك فى القفص

الأربعاء، 03 أغسطس 2011 08:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم مصر تحاكم لأول مرة فى تاريخها حاكمها وفرعونها ورئيسها. مشهد لم يحدث من قبل ولحظة تاريخية ربما لن تتكرر كثيراً بعد ذلك. الكل اليوم فى انتظار اللحظة التى يطل منها الرئيس السابق من خلف قضبان القفص الحديدى داخل قاعة أكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة.

هى ذات القاعة التى شهدت آخر ظهور رسمى للرئيس السابق فى احتفال عيد الشرطة الأخير قبل قيام الثورة بأيام قليلة وظهر كالطاووس بين حراسه ووزراء حكومته، ولم يعبأ هو ولا وزير داخليته بصيحات الغضب والفوران فى صدور المصريين. بل استهزأ قبلها بأيام بمطالب ومقترحات الأحزاب والحركات السياسية فى وضع برنامج إصلاح سياسى واجتماعى شامل، وأطلق كلمته الشهيرة التى كانت آخر كلمات الفرعون المأخوذ بالقوة والمعزول عن شعبه «خليهم يتسلوا». الكلمة التى كانت بمثابة المسمار الأخير فى نعش حكمه وعرشه.

فى القاعة نفسها سيجلس مبارك مع وزير داخليته الذى فوض إليه حكم مصر فى الأيام الأخيرة ويجلس معه ابناه خلف القضبان. هل كان يدرك الرئيس السابق أن تلك النهاية هى التى كان يتمناها أو يتوقعها فى يوم ما؟!. هل دار فى خلده طوال ثلاثين عاما أن شعبه سيثور عليه وينتفض ويحقق أعظم ثورة إنسانية فى التاريخ ويجبره على التخلى عن الحكم ثم يحاكمه تحت ضغط الإراداة الشعبية؟.

«المتهم محمد حسنى مبارك» هو الذى سيكون جالسا خلف القضبان وليس الرئيس، تلاحقه دماء الشهداء والضحايا الذى أمر بإطلاق النار عليهم. ليست محاكمة جنائية فقط ولكنها ستكون محاكمة لعصر كامل من الفساد والاستبداد استمر 30 عاما، هذه هى المحاكمة الحقيقية التى نريدها وليست المحاكمة الجنائية فقط.

وقوف مبارك خلف القضبان ومحاكمته يحقق أهم مطالب الثورة فى القصاص من القتلة، والإسراع فى المحاكمة، يدفع إلى التقدم للإمام لتحقيق باقى المطالب. فالمحاكمات ليست هى كل الثورة بل جزء من أهدافها، أما الأهداف الكبرى فهى مشروع النهضة الحقيقى والتقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحويل شعارات الثورة فى العدالة الاجتماعية والنهضة إلى واقع حقيقى، فمبارك سيذهب إلى مصيره، ومصر هى الباقية وإنجازات الثورة يجب أن تتحول إلى واقع ملموس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة