على درويش

أمة عظيمة

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011 04:37 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهر رمضان هو شهر التغيير والتحويل والانتصار. إنه ثلاثون يوما وليلة من الصوم وليس ثلاثين نهارا من الصوم وبعد الغروب يسقط المسلم الصيام ويمارس كل الممنوعات، ويذهب إلى الخيام الرمضانية وإلى الحفلات، التى تجرى فيها المخالفات.
مساء رمضان هو للممارسات الحلال ولصلاه القيام وللتهجد وللتسبيح وللذكر عامه. لقد قال الله سبحانه وتعالى «فمن شهد منكم الشهر....» والشهر ليس خمسة عشر صباحا فقط.
ما أعظم وأروع ليالى رمضان إذا فجر الإنسان ينبوع النور فى قلبه فرأى معنى الحياة، التى يعيشها وأدرك جمال وعظمة الكون، الذى يعيش فيه فيخر ساجدا بذاتها كلها منشدا «لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله» ضاحكا باكيا سعيدا من صواب الإدراك باكيا من غبطة حالة التسامى، التى أنعم الله سبحانه وتعالى بها عليه «وهو الذى أضحك وأبكى».
إن شهر رمضان يغير الفرد المسلم من عبد وتابع إلى الجسد وشهواته وطموحاته ورغباته الأرضية المحدودة التى تكبل القلب وتعميه وتضله وتضلله بعيدا عن ماء ونهر الحياة النورانية وتجعله يسجد لأوثان العالم المادى من مال وجنس وشهرة وسعادات موقوتة ومحدودة. ينطفأ ينبوع السعادة السرمدية، وتبكى الروح التى تحن إلى موطنها. النور الربانى.
شهر رمضان يحول مسار الإنسان المسلم المؤمن من السفلية المغرقة فى التحتية الأرضية، التى تمنع الخير عن الآخرين إلى العلوية والسمو بحيث يتطهر من أدران الأنانية ومن العمى. الكريم بصير والبخيل أعمى.
رمضان يطهر الإنسان ويجعله يحلق فى سموات الرضى والنور. قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم «فمن أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه» والطين هو الشهوات التى تقود إلى سعادة مزيفة فى الدنيا وإلى غضب الله سبحانه فى الآخرة. شهر رمضان هو تجديد لحب الإنسان لربه سبحانه وتعالى.
يجب ألا ننسى أن الشهر الذى نودعه خلال ساعات هو شهر الأمة، التى يجب أن ندعو لها ليخرجها من أزماتها لأن من أحب الأدعية، التى كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هى الدعاء للأمة، كما يجب أن تذكر دائما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام ادخر دعوته فى الآخرة لهذه الأمة العظيمة، التى ترفع شعار السلام والرحمة والعدل، وهذا ما سيدعو به صلى الله عليه وسلم، وهو ساجد أمام رب العزة، كما يجب أن نتذكر واجبنا نهاية هذا الشهر أن نحتفى ببعضنا البعض، وأن نهنئ أنفسنا على انتهاء هذا الشهر بخير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة