عادل السنهورى

على هامش مسلسل «الحجاج»

الأربعاء، 31 أغسطس 2011 08:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أكثر الشخصيات فى التاريخ الإسلامى والعربى إثارة للجدل حتى يومنا هذا شخصية السياسيى والقائد العسكرى الأموى الحجاج بن يوسف الثقفى. ولذلك مازالت الدراما العربية تجد فى الحجاج مادة ثرية وخصبة للتناول عبر الأعمال التليفزيونية، خاصة من جانب الدراما السورية.

فى أقل من عامين قدمت الدراما السورية المميزة عملين عن شخصية الحجاج، وفى كل مرة تثير تلك الأعمال التساؤلات وتعيد نفس الجدل حول طبيعة شخصية الحجاج أكثر من تقديم إجابات حقيقية رغم مرور أكثر من 1300 عام على وفاته.

المسلسل الأخير عن الحجاج الذى يعرض على بعض الشاشات العربية يعيد الانقسام حول الرجل ودوره فى التاريخ الإسلامى والعربى رغم وفاته عن عمر 54 عاما. فالشائع والدارج عن الحجاج أنه كان ظلوماً جباراً خبيثاً سفاكاً للدماء، عنيدا وهو الحاكم الذى قتل عبد الله بن الزبير والذى قام برمى الكعبة الشريفة بالمنجنيق فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان، ووصف بأبشع الألفاظ الشنيعة والتى كان ظاهرها الكفر، وترك ميراثا دمويا وكرها لدى الفرق الإسلامية المختلفة سواء الشيعة أو الخوارج التى قالت فيه ما يفوق الأساطير والمغالطات وصوروه على أنه شيطان.

ميراث الحجاج مازال حياً إلى الآن، ولايزال موضع جدل بين الباحثين للتاريخ السياسى العربى، فهناك من يراه نموذجاً للطاغية الظالم سفاك الدماء. والبعض الآخر يراه أحد اللاعبين الكبار فى تثبيت أركان الدولة الأموية وصاحب الفتوحات ومخطط المدن وأنه فى بعض جوانب شخصيته تعرض لظلم واضح من كتب التاريخ برؤية أحادية أو من منظور فكرى وعقيدة مذهبية معينة، دون تناول سيرته على أرضية الظروف السياسية التى سادت فى تلك الفترة.

الحجاج الدموى كان يحمل فى داخله المتناقضين، فقد كان يعلم الفتية القرآن والحديث واشتهر بتعظيمه للقرآن، صاحب فصاحة وبلاغة فى استخدام لغة القرآن، يكثر تلاوته وهو من أمر بنقيط المصحف، كريماً، وشجاعاً، ويروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع، وقد ورد أيضاً أنه دعا المولى عز وجل فقال: اللهم اغفر لى فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة