أكرم القصاص

مبارك.. محاكمة الفرص الضائعة

السبت، 06 أغسطس 2011 08:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بكل المعانى كان مشهد محاكمة مبارك، أحد مشاهد التاريخ. التى تثير الكثير من المشاعر المتناقضة، مشاعر التعاطف أو التشفى أو الحزن أو الفرح، لكنها تثير الكثير من مشاعر الدهشة، وأيضا الأسئلة. ولا يمكن أن يكون بشرا من لا يهتز من هذا المشهد، ويتعلم منه أن شيئا فى حسابات السلطة والسياسة لا يمكن أن يكون مضمونا. وأن للتاريخ حساباته التى تختلف عن حسابات البشر.

لم يحدث أن وقف حاكم مصرى أمام قاض بأى تهمة. وبعيدا عن مشاعر المؤيدين للرئيس السابق، أو دعاة الانتقام والتشفى، فقد كانت مشاعر البعض متناقضة تجاه مشهد المحاكمة. مبارك رئيس حكم ثلاثين عاما، أضاع فى العشرة الأخيرة منها كل ما كان يمكن أن يتذكره له شعبه. وبصرف النظر عن أنه كان رئيسا له عيوب وميزات، كان يمكنه أن يدخل التاريخ مشكورا لو كان اكتفى بالفترات الأربع للرئاسة أو كان تعهد بأن يكون عام 2005 هو آخر ترشح له.

لكنه استسلم لتصور أنه العبقرى الوحيد، وأنه لا يوجد من يصلح غيره لقيادة البلد، وهى أوهام غذاها منتفعون، وساندها جشع وطمع من قبل الزوجة والابن. كان يمكن لمبارك أن يكون فى مكان آخر، لو كان يتعلم من التاريخ، لكنه استسلم لإغراءات السلطة، وأيضا لأطماع الابن الذى كان وراء تدمير المعبد فوق رؤوس الجميع.

نحن هنا نتحدث عن أفكار كانت مطروحة بالفعل وفرص كانت سانحة مثل فرص كثيرة اتيحت لحسنى مبارك، كان عليه أن يستغلها، لكنه أصر على البقاء وهو غير قادر على الإمساك بالأمور.

لقد أتيحت لمبارك فرصة لأن يكون رئيسا سابقا يدير انتخابات رئاسية، لقد سقط عام 2004 فى مجلس الشعب، وكان عليه أن يقرأ الرسالة البيولوجية أن لا أحد مخلد، وكان يكفيه أن يعيش ليرى تعددية حقيقية فى مصر لكنه رفض هذا وقبل الترشح عام 2005، بعد تلاعب مكشوف فى الدستور حول الاستفتاء إلى انتخابات بطريقة الاستفتاء، وترشح ونجح وحوله منافسون، كانوا أقرب إلى ممثلين، كلهم أصابتهم لعنة ما، بدت فى أحيان مقصودة.
وكان يمكن لمبارك أن يستغل الفرصة ليعلن أنها المرة الأخيرة له كرئيس، وأن عليه أن يسلم السلطة، لكنه أصر وبقى مستسلما لحلم التوريث من جهة، والبقاء على عكس قواعد البيولوجيا والتاريخ من جهة أخرى. ومطالب طغمة الفساد التى كانت مستفيدة من بقائه بلا فاعلية. لقد حاول مبارك فى خطاباته الأخيرة أن يقول إنه لم يكن ينتوى الترشح للرئاسة بالرغم من أن الحزب الوطنى كان يؤكد أنه هو أو ابنه.

ولأن مبارك لم يتعلم من دروس التاريخ، ولم يعترف بأن البشر مهما كانوا أقوياء فإنهم قابلون للفناء. فقد انتهى به الحال وهو فى شيخوخته سجينا يحاكم وسط مشاعر العطف أو التشفى.لأنه أضاع الفرص الأخيرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة