كتبت يوم الخميس الماضى مقالا بعنوان «النوبة وصالح مرسى»، تحدثت فيها عن شهادة رجل كان يشغل مأمور مركز نصر النوبة وكان مشرفا على عملية التهجير فى عام 1964، وذكرت أن هذا الرجل تعرض لهجوم كاسح على المواقع الإلكترونية بسبب ما ذكره من معلومات عن أن الدولة لم تجبر النوبيين على ترك قراهم، وأنه لم ير شخصا يبكى، ولم ير شخصا يعترض على التهجير، والنوبيات يتغنين باسم عبدالناصر ويهتفون له.
ورغم توقعى بأننى سأتعرض لموجة نقد كبيرة، وخاصة مما أطلق عليهم اللواء صالح مرسى، بأن الذين يتحدثون عن عملية التهجير يريدون تحقيق مكاسب شخصية وهؤلاء متاجرون بالقضية النوبية لمصالحهم، ومنهم من تحركه جهات خارجية للإضرار بالأمن القومى المصرى، ومع تقديرى بأن هناك نوبيين يطرحون قضيتهم وفقا لأجندة وطنية جامعة لمصر،أقول رغم توقعى بالهجوم، فإننى فوجئت بمن بلغ به الانحطاط فى الرد، والذى امتد طوال يوم الخميس الماضى عبر رسائل على الهاتف برقم تليفون دولى، وسأعرض عينة واحدة من هذه الرسائل لأنها رغم بشاعتها فإنها بالمقارنة مع غيرها من الرسائل تعد الأقل.
تقول الرسالة نصا: «تناولت طعام الإفطار.. إذن بالسم الهارى إن شاء الله، ومطرح مايسرى يهرى.. بركة هذا الشهر المفضل نراك مسموما مثلما سمت العقارب أهلنا فى هجير كوم أمبو 64.. أو تكون فى قبرك وتحيط بك المجارى كالمقبور عليه العبد المهزوم يا نفاية المحتلين وبقايا المستعمرين».
تحدث هذا الموتور فى باقى الرسائل عن أن الضلال عربى والفسق عربى وكل الموبقات عربية، وأن أعظم علماء الإسلام ليسوا عربا، ولكن العرب سرقوا تاريخهم ونسبوه للجرب.
وهكذا مضت باقى الرسائل، بما لا تستحق الرد عليها، ولكن أعرض عينة منها فقط، ليس من قبيل التذكير بأن هناك أدبا فى الخلاف طبقا لتعاليم ديننا الإسلامى الحنيف، وإنما للتأكيد على أنه بالفعل هناك من يتعامل مع هذه القضية، على أنها سبوبة، وتجارة بالقضية النوبية بما يتعارض مع الأمن القومى المصرى، ولأن ما ذكره اللواء صالح مرسى يفضحهم، فقد أصابهم عمى القلوب قبل أن يصيبهم عمى البصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة