أعرف أن هناك الكثيرين من أبناء الجيش السورى، مرغمون على الاشتراك فى المسرحية الدموية التى يخرجها سفاح سوريا بشار الأسد، وينتجها حزب البعث، ويشارك فيها البلطجية الشبيحة، ومليشيات النظام السورى الفاسد وتابعوه، لكن الإرغام له حدود، ومع طول مدة الاحتجاجات والتظاهرات التى يحاول سفاح سوريا بشار الأسد، أن يقمعها بكل ما أوتى من «وقاحة» ،يصبح الإرغام حجة واهية وليس مبررا واقعيا، فلم يعد الشعب السورى متحملا للمزيد من القتل والتعذيب على أيدى أبنائه وأخوته، وطفح الكيل بإخواننا السوريين الذين لم يطلبوا إلا «حرية وبس»، فلم ينالوا إلا قتلا وتعذيبا واعتقالا وتنكيلا وخذلانا من أخوانهم.
جاء العيد وسوريا مضرجة بالدماء، وإنى أربأ بالجيش السورى أن يشارك فى هذا العار، وأن يصمت على هذه المهزلة، أتى العيد وأتى معه تقرير منظمة العفو الدولية التى أشارت إلى أن القوات الموالية لبشار، ارتكبت آلاف الجرائم ضد الإنسانية، منها قتل الأطفال وتعذيبهم بمنتهى الوحشية، واغتصاب النساء، وقطع الأعضاء الذكرية للرجال، جاء العيد والقتلى بالآلاف، والجرحى أضعاف وأضعاف، فإلى متى يا حماة الديار تظلون ساكتين عما يحدث، أعرف أنكم تخافون من التدخل الخارجى، وأعرف أن منكم وطنيين، وأعرف أنه ربما تخشون من الفتنة والفرقة، لكن تحركوا أنتم قبل أن يتحرك غيركم، إن كنتم تخافون حقا من القوى الخارجية، فاستثمروا انتشاركم فى ربوع سوريا، واحكموا قبضتكم عليها لصالح الشعب، لا لصالح جلاده، وأكرر بيدكم لا بيد غيركم، أكرم لكم وللشعب السورى «اللى ما بينذل»
يا حماة الديار، أنتم لستم أقل وطنية وحبا لشعبكم من الجيش التونسى، أو الجيش المصرى، فبادروا بالانضمام إلى إخوانكم، وأنتم أول العارفين بجرائم بشار ودمويته، وتعلمون أيضا ما لا يعلمه أحد، فقد ارتكب بشار قبل الثورة وأثناءها من الجرائم ما يجعله مستحقا للمحاكمة والعقاب، بل لا أبالغ إذ أقول أن سوريا تحت حكم بشار وأبيه، عانت وتعذبت أكثر بكثير من العديد من البلدان الواقعة تحت الاحتلال، وأن المذابح التى ارتكبها بشار وأبوه ضد الشعب السورى، فاقت ما ارتكبته إسرائيل فى حق الشعوب العربية، وأنتم تعرفون أنه لا خلاف على أن بشار طاغية، وأن بلدكم «تاج العروبة وعروسها» تستحق ما هو أجمل، وأن أطفالكم يستحقون مستقبلا أكثر إشراقا، فأوقفوا حمامات الدم قبل فوات الأوان، فلا أحد يتمنى أن يظل الجيش السورى مكللا بالعار، وأخيرا أقول لكم، كما قال أحمد شوقى وقت الاحتلال الفرنسى لسوريا: نصحتُ ونحن مختلفون دارا/ و لكن كلّنا فى الهم شرقُ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة