لا أعرف إن كنت قد شاهدت الصورة التى يجلس فيها حول «ترابيزة» واحدة السادة عمرو موسى والبرادعى وسليم العوا وأبوالفتوح وصباحى والشيخ حازم أبوإسماعيل أم لا؟!، وإن كنت قد شاهدتها لا أعرف أى معنى أو أى رسالة قد وصلتك من هذا الكادر الفوتوغرافى الأهم فى أيام الشك هذه!
لا تشغل بالك بما يسعون لأن يشغلونك به حول إذا ما كان هذا اللقاء الذى ولدت من رحمه تلك الصورة المهمة قد عقد فى مكتب وائل غنيم، أو مقر حزب الوسط، ولا تشغل نفسك بأى حوار عبثى يسعون لاستدراج انتباهنا إلى فخه حول وائل غنيم، وهل هو مخلص أم عميل؟! فتلك أفخاخ نعلم صناعها جيدا، بخلاف أن كل ما صنعه وائل غنيم منذ 25 يناير وحتى الآن أمور تدفعنا لأن نرفع له القبعة احتراما مهما كانت مساحات الخلاف معه.
ركز جيدا فيما تقوله هذه الصورة البديعة، وفى ما يمكن أن تصنعه لمصر فوق هذه «الترابيزة» لو ظلت على حالها كما هى موجودة فى الصورة تجمع ولا تفرق، وقادرة على صهر ما يعتقد الناس أنه متنافر، وتعاون ما يرى البعض أنهم خصوم وأعداء.
على هذه «الترابيزة» التى جمعت أبرز وأقوى المرشحين المحتملين للرئاسة وتجاهلت ببراعة محسوبة أو بصدفة سعيدة صناع الضوضاء الفارغة توجد الأرض المشتركة التى نتكلم عنها، ويوجد إنكار الذات، ذلك السلاح الذى لن تنجو مصر مما هى فيه الآن بدون إشهاره عاليا وقويا فى وجه الظروف وفى وجه المجلس العسكرى.
ها هى الليبرالية متمثلة فى البرادعى يمكنها أن تجلس مع الإسلام متجسدا فى ثلاثة مستويات مختلفة التوجه، متمثلة فى أبوالفتوح والعوا وحازم صلاح أبواسماعيل، وها هو اليسار متمثلا فى حمدين صباحى بكل تاريخه يمكنه أن يجلس وجها لوجه مع عمرو موسى بكل ما يحمله من شوائب النظام السابق.
ما تقوله الصورة إذن.. وما ينبغى أن نفهمه من تفاصيلها هو أن الوطن أهم، وأن التفاؤل والإيمان بضرورة إيجاد الأرض المشتركة التى نقف كلنا فوقها لنبنى هذا البلد من جديد أهم بكثير من فتح دفاتر الاستطلاعات لمعرفة من حصل على نسبة أعلى من الآخر، وأهم بكثير من التركيز مع عشاق نشر الخلافات، فها هى الصورة تثبت أن الإسلام ليس لديه مشكلة مع البرادعى وليبراليته التى كان البعض يرى قبل سابق أنها لا تعنى سوى تعرية أمهاتنا فى الشوارع، وها هو البرادعى وحميدين وموسى يجدون طريقا للحوار مع ثلاثة رموز إسلامية محترمة، كان البعض يرى أن طرق الحوار إليهم مقطوعة بلا أمل، وها هى بعض الابتسامات الواضحة على الملامح بصحبة كثير من الجدية والتركيز تؤكد أن الكثير من الإخلاص فى خدمة هذا الوطن قابع فى النفوس ولكنه يحتاج إلى أجواء من الرضا بالتعاون وتقديم الكل على الفرد واستبدال تلك «الأنا» الشريرة بهذه «النحن» الطيبة المنجية.
أفرح بتلك الصورة، لأنها خير معين على التفاؤل الذى يجب أن نتسلح به خلال الفترة القادمة، لأن الضربات التى ستستهدف الثورة وعملية التأسيس الديمقراطى لن تتوقف بل ستزداد عنفا وستتلون لاستغلال حالة الضيق والضبابية التى يشكو منها الشارع.. تفاءل يا صديقى لأن المستقبل الأبيض والأمم العظيمة لا يصنعها المتشائمون، ولا يخلقها أولئك الذين يخاصمون الصبر وفضائله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة