كمال حبيب

فى حضرة الباشبكان

السبت، 17 سبتمبر 2011 03:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أحد الذين دعتهم السفارة التركية لحضور اجتماع خاص مع رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، تحدث السفير التركى عن زيارة الباشبكان، كما يطلقون عليه فى تركيا، ثم تحدث وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو عن أهمية نجاح ثورات الربيع العربى فى تونس وليبيا، بيد أنه اعتبر أن نجاح مصر بالذات له دلالة خاصة، فنجاحها يعنى أن المنطقة تدخل فى طور جديد، هو طور التطور الديمقراطى.

تحدث داوود أوغلو عن أن الكرامة التى كانت مطلبًا للثورة المصرية واعتبرها أهم من مؤشرات أخرى مثل النمو الاقتصادى وغيره، الكرامة هى أحد أهم المدخلات التى تصنع التقدم الاقتصادى والرفاه الاجتماعى، والتحقق السياسى، بينما كل تلك الأشياء لا يمكنها أن تكون ذات قيمة بدون كرامة الإنسان.

التواضع التركى جعل أحمد داوود أوغلو يمر على جميع من كانوا بالقاعة ليصافحهم فردًا فردًا، ويتكلم مع بعضهم، ولا ننسى أن داوود أوغلو هو مهندس السياسة الخارجية التركية، وصاحب كتاب من أهم الكتب التى تدرس فى الجامعات الغربية، وهو «العمق الاستراتيجى»، الذى أعاد وضع تركيا على خارطة العالم والإقليم من مجرد جسر إلى مركز.

تأخر الباشبكان بعض الوقت فقد كان فى لقاء آخر قبل أن يأتى إلى النخبة المصرية السياسية والأكاديمية والصحفية، وحين جاء صافح من كان إلى جواره بتواضع شديد، ثم بدأ الحديث، فقال: سلام على مصر، وسلام على مصر وأهلها، على شبابها وعلى ناسها جميعًا. وقال: لا تضيعوا اللحظة التاريخية التى منحتها لكم الثورة فى خلافات ضيقة، ودعا إلى أن تستوعب الدولة المصرية القادمة الجميع، بما فى ذلك غير المسلمين، وتحدث عن حزب العدالة والتنمية الذى أسسه عام 2000 ثم ما لبث أن أصبح الحزب الحاكم فى البلاد منذ عام 2002، أصبحت فيها تركيا، كما أشار، غير مدينة للمؤسسات الاقتصادية الدولية «البنك الدولى أو صندوق النقد الدولى»، وأشار إلى أن أوروبا هى التى ستحتاج إلى بلاده لأنهم يخططون لأن تكون صادرات تركيا 500 مليار دولار عام 2023م، وهنا سيقرر الأوروبيون أنهم بحاجة إلى هذا البلد القوى، لقد أوضح أنه مستمر فى طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، رغم أنه يعلم عدم إخلاص الأوروبيين للفكرة، لكنه ماض فى هذا الطريق عبر امتلاك الأدوات التى تجعلهم يثقون أن أوروبا بحاجة إلى تركيا.

قال الباشبكان إنهم أجروا استطلاع رأى واسعا فى جميع المحافظات التركية الواحدة والثمانين، قبل أن ينشئوا حزبهم العدالة والتنمية، أو الآق بارتى، أى الحزب الأبيض، أو النظيف، وعلى ضوء الاستطلاع وضعوا خططهم، وهنا فإن الخبرة التركية تقدم للأحزاب المصرية الجديدة خبرة أن السياسة يجب أن تقوم على أسس علمية.
أوضح أردوغان أن قوة التغيير ماضية، ولن يوقفها أحد فى المنطقة، وأن المستقبل مع قوة التغيير هذه.

وبعد كلمته قال الباشبكان إنه مستعد لتلقى الأسئلة، فأجاب عن أسئلة النخبة حول الحرية فى الدول الإسلامية، وحول العلمانية، وحول خبرة العدالة والتنمية، وحول الموقف من إسرائيل، كان واضحًا أن القوة الناعمة التركية قد سلبت عقول النخبة المصرية، واندفع الحاضرون نحو أردوغان لمصافحته، وكنت واحدًا منهم، عرفته بنفسى وأننى كتبت كتابًا عن تركيا بعنوان: «الدين والدولة فى تركيا»، طلب منى نسخة من الكتاب سوف أرسلها إليه عبر السفارة بعد أن نعيد طبع الكتاب الذى نفد، القوة التركية الناعمة هى التى صنعت صورتها الجديدة، وكذلك نريد لقوة مصر الناعمة أن تستيقظ لتصنع حاضرها ومستقبلها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة