عادل السنهورى

زبالة مصر يا حكومة

الجمعة، 02 سبتمبر 2011 08:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تغضب ولا تحزن إذا قال أحد إننا أصبحنا بلداً زبالة بصحيح!
هذا هو الواقع المخزى الآن فى شوارع المحروسة وفى كل حواريها وأحيائها. أطنان الزبالة تحاصر الجميع، سواء فى الأحياء الراقية، أو الأحياء الفقيرة والعشوائية.

لم يعد هناك فارق كبير بين قاطنى المهندسين أو المنيل أو جاردن سيتى أو مصر الجديدة، أو أى حى راق آخر فى مصر، وبين سكان الدويقة أو منشية ناصر أو العمرانية أو بولاق. فالكل شركاء فى الزبالة وانعدام النظافة.

كأن هناك مؤامرة من المحليات، ومن يديرونها، على الشعب ومعاقبته على ثورته، فالفوضى والعشوائية، وتكدس القمامة فى كل الشوارع، بدا واضحاً منذ يناير الماضى بشكل لافت. وهناك إحساس ويقين بأن هيئات النظافة فى المدن الكبرى والبلديات تتواطأ بعدم رفع الزبالة من الشوارع رغم الرسوم التى مازال يتم تحصيلها على فواتير الكهرباء والماء. ومن حق الناس التوقف عن السداد، والمطالبة بأموالهم بأثر رجعى، مادامت الخدمة التى يدفعون الرسوم من أجلها متوقفة وغير فاعلة.

كتبت وطالبت من قبل بضرورة الاستفادة من القمامة فى مصر، مثل باقى الدول المحترمة، ولن أقول الدول المتقدمة، لأن غالبية الدول التى تتشابه مع ظروفنا مثل البرازيل والهند والصين تمكنت من استغلال زبالتها كمصدر مهم فى الطاقة والسماد والكيماويات وبعض الصناعات، وأصبحت الزبالة لديها مصدراً للدخل القومى.

وإذا كانت حكومة الدكتور شرف لا تدرك أن الزبالة أصبحت ثروة للدولة المتقدمة بفضل التقدم التكنولوجى، ومصدراً مهما للطاقة والسماد والكيماويات، بل مصدر للدخل القومى، فعليها أن تستعين بخبرات الدول التى حققت المعادلة فى الحفاظ على نظافة مدنها، واستغلال الزبالة فى التنمية، وتشغيل العمالة، وتوفير فرص العمل.

نعيد ونكرر مرة أخرى لعل يكون هناك من يقرأ ويسمع ويستجيب، ونقول إنه على الحكومة أن تسارع إلى التعاون مع حكومات البرازيل والهند والصين والاطلاع على تجاربها، واستنساخ تلك التجارب، وإخراج عشرات الدراسات والأبحاث لدى مراكز البحث العلمى المتخصصة فى مصر من ظلمات الأدراج وتطبيقها على أرض الواقع، فبعض هذه الدراسات يثبت أن مدينة القاهرة وحدها تنتج حوالى 15 ألف طن من القمامة يوميا، تكلف الدولة 200 مليون جنيه سنوياً بسبب عدم الاستفادة منها، وزبالة القاهرة من أغنى أنواع الزبالة فى العالم، فالطن الواحد - فى حالة تصديره - يصل ثمنه إلى 6 آلاف جنيه، لأنه يحتوى على مكونات مهمة تعتمد عليها صناعات تحويلية كثيرة، والأهم تجنب أمراض خطيرة تكلف الدولة 600 مليون جنيه سنوياً.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة