أكرم القصاص

الطوارئ «المآتة»

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011 08:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البلطجة، وقطع الطرقات، والسرقة بالإكراه، وما يسمى فى مجمله «الانفلات الأمنى» أعراض استند إليها من قرروا تفعيل قانون الطوارئ. الموجود منذ عام 1981. ولا يبدو أنه نجح فى تخويف البلطجية، وتجار المخدرات، وقطاع الطرق وردعهم. كانت عملية التفعيل محاولة لإخبار السادة الخارجين على القانون، أنهم سوف يواجهون «الويل والثبور وعظائم الأمور»، و«يستحلفون» لهم. ومع ذلك لا يبدو أن البلطجية ارتدعوا، ولا قطاع الطرق تراجعوا، ولا اللصوص خافوا. ربما لأن القانون العادى لم يتم تجريبه من الأصل، ولأن الطورئ ظلت فى الإطار النظرى ولم تبد الشرطة أو السلطة مستعدة «لتحمير العين» والظهور فى مظهر القوى الحاسم، وفى نفس الوقت الملتزم بالقانون.

الشرطة كما نعلم أصابتها حالة انكسار، دفعت رجالها للانزواء فى إضراب صامت وغياب للرغبة، وهناك غياب للقانون أصلا. والقانون العادى هو الذى يحتاج إلى التفعيل، قبل التفكير فى الاستثنائى، هناك غياب لدوريات الشرطة على الطرقات السريعة، ومداخل ومخارج المدن، ولم تعد «سارينة الشرطة» تخيف أحدا. وغالبا ما يجد من يتعرض للاعتداء نفسه حائرا وضائعا.

بصراحة شديدة.. هيبة الدولة ليست فقط فى الشرطة، التى هى أداة تنفيذ، وليست غاية فى حد ذاتها.. هيبة الدولة فى تطبيق القانون من السلطات المحلية، وأن تكون القرارات للتنفيذ وليس للإعلان. وأن يشعر المواطنون أن يد الدولة موجودة.. هناك عمليات اعتداء على الأراضى الزراعية، ومبانٍ بدون تراخيص قامت ولم تتحرك السلطات لإزالتها وتغريم مرتكبيها. والاعتداء على الأرصفة والطرقات مستمر فى ميادين الجيزة والقاهرة والمحافظات، مثلا شارع البحر الأعظم فى الجيزة.. مقاهى تحتل الشارع، وتسد الطريق الحيوى، والمحافظة «طناش»، العدوان على حرم مترو الأنفاق والشوارع المحيطة به من شارع 9 بالمعادى، وحدائق المعادى، ودار السلام وحتى السيدة زينب إلى المطرية وعين شمس والمرج ومحافظة القاهرة، «لا ترى لا تسمع». هناك «التوك توك» الذى يعيث فى الشوارع ، وسيارات الميكروباص الكبير الذى يعطل المرور فى القاهرة والجيزة والطريقين الزراعى والصحراوى.

كل هذا لايحتاج إلى «قانون الطورئ»، بل إلى قانون أى قانون. الطورئ لم يعد يخيف أحدا بعد ثلاثين عاما ظل فيها مشرعا للاعتقالات والاعتداء على القانون. لم نعرف أن الطورئ نجح فى خفض المخدرات، أو منع الإرهاب، ثم إن البلطجية وقطاع الطرق لايهمهم قانون - أى قانون - ولا يعرفون الفرق بين العادى والاستثنائى وإنما يحتاجون إلى من يشعرهم بأن الدولة، ليست بالإفراط فى القوة، بل فى الوجود من الأساس، وإذا لم تستعاد يد الدولة الحانية والفاعلة لمواجهة الخروج على القانون فى الشوارع، والأراضى الزراعية، والمخالفات، لن يحترمها هؤلاء الذين لا يحترمون أى قانون . ويصبح الطورئ مجرد «خيال مآتة».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة