على درويش

يوم الحساب ليس ببعيد

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011 03:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنسان كالسفينة يبحر فى بحر عميق ووسط أمواج عاتية، فإن لم يحدد ويختر الاتجاه بوضوح وصدق وعزم يضل الطريق؛ لأنه لم يحدد هدفه ووجهته، ومن ضل الطريق غرق، ومن غرق هلك، ويظل فى ظلام الهلاك إلى ما لا نهاية.
فمن نظر إلى الحياة وتأملها أدرك عن يقين أنه لم يوجد نفسه، وأن الكون المحيط لم يوجد نفسه من العدم، فلا بد لكل صنعة من صانع، ولكل مخلوق من خالق.. إذن الأمر جد وليس بالهزل، والقانون الموضوع فى الكون وفى حياة البشر أن كل شىء له نهاية.. وبما أن هذا الكون له خالق فبالقطع لا بد أن يكون له هدف من الوجود.
جاء فى حديث قدسى: «لقد خلقت الخلق لكى أُعرف»، ويعرف البشر ربهم بنعمه وتسخير كل ما فى الدنيا لهم، وبالتالى طلب منهم الطاعة، «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، والعبادة هى الطاعة. وجاء فى كتابه الكريم: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله».
وبما أن العمل ليس عشوائيا، بل هو عمل طبقا لمنهج فلا بد من ثواب وعقاب، ويوم الحساب ليس ببعيد.. قال سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام: «من مات فقد قامت قيامته».. وبالتالى فالقبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة، وتتابعت رسل الله سبحانه إلى عباده الذين يحبهم والذين جعلهم خلائف فى الأرض.. ختم الله العزيز القدير رسله بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى كان مسك الختام وتمام الكلام.
ولكن الإنسان ينسى ويسد أذنيه، وبدلا من تحريك سفينته بالأنوار المحمدية، فإنه ترك سفينة حياته للشهوات والرغبات والانفعالات المدمرة والطموحات المهلكة، وابتعد عن الحلال وقبل الحرام، وطمع فيما عند الغير وظن «أن ماله أخلده»، وتعلق بالمظاهر، ولبس رداء الكبر والتعالى، ولم يدرك أن فى هذا هلاكه وبعده عن الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا هو مسلك إبليس الملعون.
طاعة الله العلى القدير وطاعة رسوله الخاتم عليه الصلاة والسلام هى مصدر السعادة الظاهرة والباطنة، وهى نور البصر والبصيرة والفؤاد.
إن القرب من الله لا يأتى إلا بالطاعة النابعة من الحب الخالص النقى.. «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله»، فالاتباع هو دليل الحب لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.. ومن لا يحِب لا يحَب، وكما قال الإمام الحسين رضى الله عنه: «من جاد ساد»، أى من جاد بوجدانه وبنعم الله عليه أعطى السيادة على نفسه وكبح شهواتها فى كل صورها وجاءته الدنيا وهى صاغرة وهو لا يريدها بل يريد وجه ربه الكريم والقرب من سيد المرسلين عليه أزكى الصلاة والسلام.
فكم من جسد تطهر بالماء وظن أنه طاهر، ولكن باطنه ليس طاهرا، فهو ملىء بالأطماع وحب الرياسة والشهوات السوداء.. من هو هكذا عليه أن يطهر البطن حتى يكون بنيانا صالحا للقرب ولتلقى العلوم النورانية العلوية، ويبعث من جديد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة