الحزب الوطنى المنحل يلملم أشلاءه وبقاياه ويعيد تشكيل قوائمه فى أحزاب جديدة تضم كل فلوله التى ساهمت فى منظومة الفساد السياسى والإدارى وفى تزوير إرادة الشعب فى الانتخابات البرلمانية.
أحزاب الوطنى الجديدة تسابق الزمن لإعادة الحزب الفاسد إلى الحياة من جديد فى محاولة التفاف واضحة على مكاسب الثورة وإنجازاتها فى ظل حالة الغموض التى تحيط بمصير قانون الغدر والذى أعلنت عنه الحكومة، ولا نعرف حتى الآن هل سيصدر أم ستتغاضى عنه حكومة شرف والمجلس العسكرى، فهناك شكوك وحيرة من موقف المجلسين -الوزراء والعسكرى- تجاه إصدار القانون الذى يقضى بمعاقبة وإبعاد كل من أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية وساهم فى التزوير ومنع مشاركتهم فى الحياة السياسية بعد الثورة.
فلماذا لم يصدر قانون الغدر؟ وهل هناك ضغوط على حكومة شرف لتأجيل تطبيق وتفعيل القانون لمنع فلول الحزب الوطنى المنحل من العودة للحياة السياسية وتشكيل أحزاب جديدة قررت المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بنفس الوجوه القديمة والمعروفة للانقضاض على الثورة وعرقلة مسيرتها فى التغيير الشامل فى نهضة ديمقراطية سليمة؟.
التباطؤ والتكاسل من الحكومة والمجلس العسكرى فى تفعيل قانون الغدر يفرض أمرا واقعا الآن على قوى الثورة والحركات السياسية للدفاع وحماية الإنجاز الثورى من هبة الفلول من الباب الخلفى تحت شعارات خادعة لأحزاب جديدة قد تندمج فى مرحلة لاحقة فى حزب واحد يكون بديلا للحزب المنحل وقوى الثورة المضادة.
فأحزاب الفلول وبقايا الوطنى استفادت من إنجازات الثورة فى حرية تشكيل الأحزاب وتفكيك اللجنة اللعينة التى كان يسيطر عليها الحزب الوطنى المنحل للموافقة على تأسيس الأحزاب. وأصبح عددها الآن حوالى 8 أحزاب أسستها قيادات الحزب السابق تحت شعارات وأسماء مختلفة مثل حزب المواطن المصرى، ومصر القومى، ومصر الثورة، والحرية والاتحاد، وحزب بداية، و25 يناير، ومازالت هناك أحزاب أخرى لفلول الوطنى فى الطريق.
هذه الأحزاب ستقاتل بشراسة فى الانتخابات المقبلة للدفاع عن بقايا النظام السابق التى مازالت موجودة فى كل مؤسسات الدولة، وستقاتل بشراسة للانقضاض على الثورة ومحاولة التضييق عليها بمساعدة التباطؤ والتكاسل فى إصدار وتفعيل القوانين التى تسهم بشكل عملى فى تمكين الثورة وتحقيق أهدافها.
لكن أعتقد أن الشعب الذى ثار فى وجه النظام الفاسد السابق قادر على مواجهة فلوله وأحزابه الجديدة.