محمد الدسوقى رشدى

أزمة المصريين فى الخارج

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011 08:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد وطن يخاصم أولاده فى الخارج مثلما تفعل مصر، الإدارة الرسمية لا ترى فيهم سوى ماكينة لتحويل النقود، والوعى الشعبى يشاركها هذا الاعتقاد ويضيف عليه رؤية أخرى تتعلق بأن كل مصرى فى الخارج سواء بشكل دائم أو مؤقت لا يستحق ما قد تقدمه مصر من حقوق لأنه هرب من شوراعها وفضل الحياة الهادئة فى الخارج.

أثر الخصام ووجعه لا تنقله شكاوى ورسائل المصريين فى الخارج التى اعتدنا عليها طوال السنوات الماضية، بل يمكنك أن تشعر به وهو يخترق قلبك بعد جلسة واحدة بعد مع أى جالية مصرية فى الخارج، وهذا هو بالضبط ما حدث بعد لقاء جمعنى ومجموعة من شباب الأحزاب الجديدة وشباب الثورة مع الجالية المصرية فى الدنمارك.

اللهفة والشغف والقلق والدموع التى تملأ العيون فى انتظار أن تفتح لها كلمة واحدة طريق النزول، كانت شعار تلك الجلسة الحميمة التى اجتهدت الدكتور نادية جلال وباقى أعضاء الجالية فى الترتيب لها، محاولين فهم ما يدور على أرض مصر بعيدًا عن الحيرة التى تخلقها وسائل الإعلام، وساعين نحو فهم طبيعة الأحزاب الجديدة وأهدافها تمهيدا لاشتراك متوقع فى فعاليات الحياة السياسية الجديدة بعد زمن العزلة الإجبارية التى أجبرهم نظام مبارك على عيشها فى الخارج.

عم نجيب والأستاذ طارق رفعت وشريف وأمانى ترك وحمادة وبسام وتامر والدكتور شريف وباقى أعضاء الجالية كانوا يتلهفون لسماع كلمات متفائلة عن الوضع فى مصر، ربما لأن بعضهم بدأت تشاروه نفسه فى العودة والمشاركة فى صنع الحياة الجديدة، وربما لأن البعض الآخر يبحث من موقعه فى الخارج عن الطريقة التى يقدم بها الدعم للوطن الجديد ليشعر بأنه شريك وليس مجرد ماكينة لتحويل الفلوس كما تراه الحكومة.

أعضاء الجالية المصرية تحدثوا عن أيام القلق والخوف التى عاشوها أيام الثورة والتى يعيشونها الآن بسبب الأخبار الواردة إليهم عن الانفلات الأمنى، بعضهم، خصوصا السيدات، تعجب حينما أخبرتهم بأننا مازلنا فى مصر نسهر حتى الرابعة، ونسير فى الشوارع بلا خوف، وتحدثوا أيضا عن حقهم المهضوم فى التصويت خلال الانتخابات والمشاركة فى الأحزاب الجديدة، وتحدث شباب الأحزاب الجديدة، مثل الوعى والعدل والمصرى الديمقراطى والتيار المصرى ومصر الحرية، عن برامجهم وأحلامهم وتوقعاتهم، وأمام حديثهم كانت عيون أعضاء الجالية تبرق بالفرحة والاطمئنان وفى نهاية الجلسة حينما وقف عم نجيب وأصر على احتضان الحضور وتقبيل رؤوسهم وتأكيد باقى أبناء الجالية على أن ما سمعوه من الشباب خلع من قلوبهم الخوف والقلق وزرع الأمل والتفاؤل بدلا منه، وحمّلوا الشباب أمانة الحفاظ على الوطن، راجين منهم أن يعيدوا التفكير فى هذه التقسيمات الحزبية العديدة التى تصنع الفرقة، طالبين منهم العمل تحت مظلة واحدة.

الأزمة الوحيدة التى كشفها اللقاء هى حالة الخصام التى تحدثنا عنها فى السطور الأولى من هذا المقال، هذا الانفصال بين الدولة وأبنائها فى الخارج، وفشل الدولة فى استغلال قوة أبناء الجاليات المصرية فى تشكيل جماعات ضغط فى دول العالم المختلفة لخدمة مصالح الوطن.. ولا شىء غيره ولا أظن أن العيون التى رأيتها ممتلئة بالدموع وهى تقف وتتغنى بالنشيد الوطنى فى آخر الجلسة يمكنها أن ترفض العمل من أجل مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة