اقرأ معى هذا الخبر غير الصحيح، واصبر حتى أذكر لك الخبر الحقيقى: «أدان اتحاد الناشرين المصريين اعتقال السلطات السورية للناشر لؤى حسن، صاحب دار بترا للنشر، من جانب السلطات السورية، وطالب الاتحاد فى بيان أذاعه من حكومة الثورة المصرية، ممثلة فى عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، الانضمام للناشرين فى الدعوة لإطلاق سراحه نهائيًا، والاتصال بالسلطات السورية من أجل الإفراج عنه».
أعرف أنك ربما تنتظر بيانا كهذا من اتحاداتنا المصرية أو العربية لإدانة اعتقال وتعذيب الناشرين والمثقفين فى سوريا أو ليبيا أو اليمن أو البحرين، لكنى أقول لك بمرارة: للأسف ما قرأته هو نص الخبر غير الصحيح الذى أذيع منذ أشهر، أما إن أردت الخبر الحقيقى فما عليك إلا أن تضع جملة «الناشر بيو شات صاحب ومؤسس دار نشر فان جاى» بكلمة الناشر «لؤى حسين، صاحب دار نشر بترا» وبالمرة استبدال كلمة السلطات الفيتنامية بالسلطات السورية.
لا تتعجب فاتحاد الناشرين المصريين يبعث تضامنه العابر للقارات إلى المعتقلين والمظلومين والمضطهدين، لكنه لا يشعر أن فى سوريا ثورة شعبية عظيمة يتحمل آلامها شعب أعزل، ومثقفون مكتوفو الأيدى، والحمد لله الذى أنعم على مصر بمثقفين أحرار فى تجمعات مستقلة مثل أدباء ومثقفين من أجل التغيير، أو ائتلاف المثقفين المستقلين ليستروا هذا الخزى الرسمى الذى تمارسه الاتحادات الرسمية صاحبة الصمت المخجل أمام الدماء الفائرة.
عشرات وعشرات من المثقفين والمدنيين تطالهم يد القهر العربى، لكن اتحاداتنا لم تذكرهم، وذكرت فقط «بيو شات»، وبالطبع لست ضد أن يتضامن أى كيان أو مؤسسة أو فرد مع أى شخص تعرض للظلم، لكننى أعتقد أن إخوتنا فى سوريا وليبيا كانوا أولى بالتضامن، و«بيو شات» ليس أغلى ولا أهم من غياث مطر، ولا ربيع شرير، ولا سمر يزبك، ولا عامر مطر، ولا أحمد بقدونس، ولا مى شكاف، ولا على فرزات، ولا رشا عمران، ولا جهاد جمال، ولا عمر أدلبى، ولا أعرف كيف مر الشهر وراء الشهر وهذه الاتحادات متدثرة بخزيها لا تعرف لشرف الموقف سبيلا.
أكثر من ستة أشهر مضت، ولم يتضامن أى من اتحاد الناشرين أو الكتاب مع الشعوب العربية، ولم يصدر ولو بيان واحد عن هذه الاتحادات الصماء التى لا تتذكر أنها تمثل شرف الرأى وأمانة الكلمة ألا عندما تلمع فى الأفق المصالح، واكتفى اتحاد الكتاب ببيان باهت يدين العنف فى الثورات دون توجيه الاتهام للقتلة الحقيقيين، وبعد خمسة أشهر من الدماء المتواصلة، لكن هذا ما تعودنا عليه من هذه الفئة من المثقفين الذين لا يمثلون الثقافة ولا الإبداع، إلا كما تمثل قشرة الفاكهة لبها، فالقشرة غالبا عديمة النفع تستحق الرمى بجدارة، لكنها دائما ما تتصدر المشهد، ولهذا لم أندهش من هذا الموقف المخزى، وما أدهشنى حقا هو أننى قرأت خبرا عن استضافة الأزهر الشريف مفتى الدم السورى سعيد رمضان البوطى، ضمن مؤتمر التصوف العالمى الذى يقام فى الفترة من 24 حتى 26 من الشهر الجارى، وأناشد الدكتور الشجاع المستنير أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ألا يسمح لمن أفتى بجواز إراقة دماء الشعب السورى، وأحل الصلاة والسجود على صورة القاتل بشار الأسد، أن تطأ قدماه أرض مصر، فليس مقبولا أن يحرق السوريون كتبه فى دير الزور وتفتح له مصر ذراعيها، أرجوك يا شيخنا الكريم، احفظ لنا ما تبقى من نخوة وإباء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة