كمال حبيب

عالم إيران

السبت، 24 سبتمبر 2011 03:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها المرة الأولى التى أزور فيها طهران، كانت دعوة شخصية قد جاءتنى من السفارة الإيرانية لحضور مؤتمر الصحوة الإسلامية الدولى الأول، وقد ترددت فى البداية بيد أن روح الباحث والصحفى والكاتب ألحت علىّ، وقلت لنفسى هى فرصة لا يجب أن نضيعها لنشاهد على الأرض ذلك العالم الثرى, عالم إيران.

لن أزعم أننى سبرت غور هذا العالم فقد كان المؤتمر يومين شاقين، ما كنا نكاد فيهما أن نسترق بعض الساعات للنوم، ولكننى رأيت عافية فى مدينة طهران، وذلك لأن بلدياتها منتخبة، فالنظافة والنظام وقوة البنية التحتية للمدينة بادية للعيان وتكاد طهران أن تقترب فى ملامحها العامة من أنقرة فى تركيا، وإن كانت المدينة التركية تبدو أكثر حيوية وحركة واطمئنانا.

يجب علينا ألا ننسى أن إيران محاصرة، كما لا يجب علينا أن ننسى أنها تواجه معركة من الغرب وأن هناك علماء ذرة جرى قتلهم، ومن ثم هناك مخاوف من الاختراق الأمنى للبلاد، بيد أننا أمام مجتمع استطاع أن يبنى قدراته الاقتصادية والعلمية والحياتية بشكل يبدو فيه مزيج من الزهد والتقشف والتدبير.

حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامنئى وأحمدى نجاد ثم حضر الجلسة الختامية للمؤتمر أحمدى نجاد، بينما تكلم الخامنئى فى الجلسة الافتتاحية عن الصحوة الإسلامية، بينما تكلم نجاد فى الجلسة الختامية عن الإنسان والعدالة والحرية والفطرة والحاجات الإنسانية، وأن الإسلام هو التعبير الحقيقى والصحيح عن ذلك.

كانت المفاجأة فى الكلمة التى ألقاها الشيخ جمال قطب، حيث أوضح أن الثورات العربية هى ثورات مدنية، وأن الشعوب تحركت للدفاع عن كرامتها فى مواجهتها الاستبداد بينما كانت الصحوة الإسلامية جزءا من الفعل الثورى، وليست هى قائدة الفعل الثورى، كما هو الحال فى مصر وفى تونس خصوصا.

يمكننا القول وصلا مع ما طرحه الشيخ جمال قطب أن الثورات العربية هى ثورة الإنسان العربى لكرامته وأن كفاية و6 أبريل فى مصر وحركات الشباب بمن فى ذلك الإسلاميون كانت تعبيرا جديدا عن مزاج جيل، وليست تعبيرا عن مزاج فكرة بعينها، وهذا الجيل هو جيل الثورات العربية خلفيته إسلامية بلا شك ويصلى ولكنه لم يكن جزءا من مشروع الصحوة الإسلامية أو حتى تأثر بالثورة الإيرانية، التى تأثر بها جيل السبعينيات على وجه الخصوص.

الحجاب فى طهران الأغلبية فيه للفتيات والسيدات اللواتى يرتدين حجابا أقرب إلى الروح العصرية فلا يرتدى الشادور التقليدى الأغلبية، وإنما يرتدين الحجاب (الإيشارب)، ومن ثم فإن روح التكيف مع العصر هى السائدة فى طهران.

مسألة أن يختار مجتمع الإسلام طريقة عيش له، وأن يعيش الناس ضمن هذا المجتمع فى ظل نظام قانونى واجتماعى وطريقة حياة موضوعا ليس مخيفا ولا صعبا، بدليل أن إيران استطاعت أن تنجز هذا، وأن يتوافق الناس عليه، صحيح إن هناك مطالب بمزيد من الحرية من جيل الشباب الصغير، وصحيح أن هناك مطالب بتوجهات أقل حدة مع الغرب والعالم، بيد أن التيار الرئيسى فى المجتمع لديه قدر من التوافق على قواعد يرتاح الناس إليها.
أقول إن عالم إيران هو عالم مهم وأنه لابد من تسيير خط طيران بين مصر وطهران، كما أنه من المهم أن تتوسع العلاقات التجارية بين مصر وإيران فلا يزال التبادل التجارى بين البلدين لا يزيد على 100 مليون دولار، لا يمكن لمصر بعد الثورة أن تتجاهل علاقة مع إيران قائمة على مراعاة المصلحة المشتركة وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للبلدين، وتفهم معنى الأمن القومى العربى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة