لا أفهم كيف يمكن أن تتأخر الحكومة فى علاج مصابى الثورة حتى الآن بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الأحداث، الأمر الذى يعنى أن هناك إصابات مزمنة تحتاج علاجا مطولا أو تعويضيا من أطراف صناعية وخلافه، كما لا أفهم لماذا يضطر هؤلاء المصابون إلى تنظيم وقفة احتجاجية وقطع طريق مجلس الشعب للمرة الثالثة، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم، وأولها حقهم الكامل فى العلاج المجانى الملائم.
لكنى من ناحية أخرى لا أفهم أن يقطع المصابون شارع مجلس الشعب للمطالبة بالعلاج وأشياء أخرى كثيرة غير معقولة، كيف يتسنى لهم وهم المصابون القيام بهذه الاحتجاجات العنيفة التى تتطلب جهدا وقوة؟ وكيف يحافظون على إصاباتهم ظاهرة ومؤلمة على مدى شهور سبعة، ليضعوها فى عيون الحكومة التى لا ترى من الغربال؟ الأمر مريب ويدفعنى للتساؤل الاستنكارى: هل هم حقا مصابو الثورة؟
إذا كانوا حقا من مصابى الثورة وظلت إصاباتهم شاهدة على نضالهم المشرف سبعة أشهر كاملة، فكيف تسنى لهم أن يجمعوا بين مطلبهم المشروع فى العلاج على نفقة الدولة، وبين قائمة المطالب الطويلة الأخرى التى تشمل إقالة إدارة الصندوق الاجتماعى، وحصول كل مصاب على وحدة سكنية، و معاش شهرى، وأوسمة تكريم وإعفائه من مصاريف المدارس.
أذكر أن صندوق تعويضات شهداء ومصابى الثورة قد حدد التعويض المادى لأسر الشهداء وللمصابين بعد عرضهم على القومسيون الطبى؛ لتحديد وقت حدوث الإصابة، ودرجتها، ودرجة العجز، على أن يحصل كل مصاب على 30 ألف جنيه، دون أن يؤثر ذلك على حقهم الكامل فى رفع دعاوى التعويض على مسئولى نظام مبارك، كما أعلنت مصادر بالمجلس العسكرى عن تكريم المصابين الذين يقترب عددهم من الأربعة آلاف فى احتفالية كبيرة 27 أكتوبر، يتم خلالها توزيع الأوسمة والنياشين، وتوفير فرص عمل لهم ، وإطلاق أسماء الشهداء على المدارس والشوارع، وتوفير وحدات سكنية لمن عجز عن الحركة بسبب الإصابة وليس لجميع المصابين.
إذا كان هذا هو الاتجاه العام الرسمى المعلن، وإذا كان عدد من المصابين بالفعل قد صرفوا التعويضات الخاصة بهم، ويستعدون للتكريم فى حفل رسمى، من الذين يتظاهرون ويقطعون الشوارع؟ من الذين يقدمون مطالب فئوية لرئاسة الوزراء؟ من الذين يطالبون بإقالة هذا المسئول أو ذاك؟ هل لدينا ثورتان وفئتان من المصابين، أم أن هناك موضة جديدة من الاعتصامات الفئوية وغير الفئوية يغذيها التراجع الحكومى المستمر أمام جميع المطالب؟
عن نفسى ما زلت لا أفهم، وليس لدى سوى الأسئلة!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة