اهتز جسدى واغرورقت عيناى بالدموع، بالمناسبة لأول مرة أستخدم كلمة «اغرورقت»، وأنا أستمع لحكم القاضى الذى هتف العمال باسمه وهو يحكم بإعادة ثلاث شركات- بيعت فى مولد الخصخصة- إلى الدولة مع إعادة العمال إلى هذه الشركات، وهى شركة المراجل البخارية، وطنطا للكتان وغزل شبين الكوم، وقضت المحكمة ببطلان قرار اللجنة الوزارية للخصخصة عام 2006 القاضى بالموافقة على بيع جميع الأصول الثابتة لشركة مصر شبين الكوم وبالتالى استرداد الشركة إلى الدولة، وفى الثالثة قضت المحكمة بفسخ عقد طنطا للكتان.
وما حدث يا حضرات أن هذه الشركات التى بيعت بـليل بهيم لرجال أعمال مصريين وأجانب فى التسعينيات قدرت بثمن بخس لا يساوى ربع ثمن الأرض وفى بعض الأحيان ثمن الشركة كلها بالمصانع والأصول لا يصل لـعشر ثمن الأرض، آه والله..، والذى يحزنك أن باشوات عهد مبارك من الوزراء ولجان الشركات القابضة من أول عاطف عبيد وخطاب وعز وسليمان ورشيد وحتى محمود محيى الدين كانوا يتعاملون مع شركات وأراضى الدولة وأصولها وثرواتها التى هى أصول وثروات الشعب على أنها بنت بايرة أو معيوبة لابد من التخلص منها أو وأدها على طريقة وأد البنات فى الجاهلية.
لقد قرر مبارك وزبانيته منذ بداية الثمانينيات تدمير وتجريف كل ما هو قطاع عام وبيع الدولة وما عليها لـ شلة معينة كانت تتصرف فى كل شىء حتى إن منير ثابت - أخو الهانم- كون مع ممدوح إسماعيل وزكريا عزمى وآخرين مجموعة مكاتب للإشراف على برنامج الخصخصة وتظبيط من يريد أن يشترى بالثمن الذى يريده ويريدون مع قبض العمولات.
وهناك قصة شهيرة خاصة بشركة الأهرام للمشروبات التى اشتراها أحد أصدقاء علاء مبارك على الورق بمبلغ لا يتجاوز مائتى مليون جنيه رغم أن سعر الأرض ثلاثة أضعاف هذا المبلغ وذهب للبنك ليحصل على قرض بضمان العقد ودفع من القرض المبلغ ثم بعد عدة أسابيع باعها لشركة هولندية بمليار ونصف تقريباً أى أنه لم يدفع من جيبه مليماً واحداً وكسب خلال أقل من نصف ساعة حوالى مليار وربع، وطبعاً الكبار شاركوه الصفقة وأرباحها.
شىء كهذا حدث مع صفقة عمر أفندى، الأخ السعودى قنبيط جاء إلى مصر واشترى عمر أفندى بعقد مع الحكومة ثم ذهب لبنك مصر بالعقد وأخذ قرضاً دفع منه حوالى مائتى مليون جنيه ثم ذهب للبنك الدولى، برنامج دعم الإنتاج المتوسط فى الدول النامية، وأخذ منهم حوالى ربع مليار جنيه والآن يطالب الدولة بمليار ونصف إذا أرادت استرداد عمر أفندى وهو لم يدفع شيئاً بل أخذ من بنكنا، ثم استغلنا عند البنك الدولى وأخذ منه باسمنا وتحت بند دعمنا، بينما العمال والموظفون لم يقبضوا قرشاً منذ شهور، هذه إدارة مبارك لمصر يا جماعة «إحنا آسفين ياريس». بذمتكم مش مكسوفين؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة