فى مقاله بـ«اليوم السابع» أمس الأول تحدث القيادى البارز بالجماعة الإسلامية، الدكتور ناجح إبراهيم، إيجابيا وبإيجاز عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ونجله الدكتور خالد الذى رحل عن دنيانا منذ أيام، مشيرا إلى أن الاثنين عاشا وماتا ولم يتربحا من أموال الشعب.
وليست هذه هى المرة الأولى التى يتحدث فيها ناجح إبراهيم بإيجابية عن جمال عبد الناصر، وأشار فى إحداها إلى أنه- ومن خلال وجوده فى السجن، وبعد لقاءاته المباشرة مع عدد كبير من صناع الأحداث فى مصر من الإسلاميين وغيرهم- توصل إلى أن حادث المنشية عام 1954، الذى حاولت فيه جماعة الإخوان المسلمين اغتيال عبد الناصر، كان حقيقيا ولم يكن مدبرا كما روجت «الجماعة» فيما بعد، وقال إن مشاعره نحو عبدالناصر مرت بثلاث مراحل، الأولى كانت الإعجاب والحب الشديد، أما الثانية فكانت كرها شديدا بعد انتمائه للحركة الإسلامية، أما المرحلة الثالثة فيصفها بمرحلة الدراسة الشاملة والتبصر العميق داخل السجن، وتعرف فيها على إيجابيات ناصر بعيدا عن الثقافة غير الموضوعية السائدة فى المجتمع.
ودون تفسير أن تقديرى لما قاله ناجح هو انطلاق من موقف الإعجاب بعبد الناصر، أقول إن ما ذهب إليه، لا يجب النظر إليه بوصفه ارتماء فى أحضان الماضى، وإنما هو صلب المستقبل، فنحن أمام تحديات هائلة، لا تقتصر الإجابة عن أسئلتها الصعبة على ضرورة تحقيق الديمقراطية والتنمية، وإنما تمتد إلى الرؤية الصحيحة لوقائع التاريخ التى طالها العبث والتلفيق، ويغوص مؤرخون وجماعات سياسية فى ذلك دون أدنى مسؤولية، والحاكم فى كل ذلك هو تصفية الحسابات. وفى الوقت الذى يتم فيه ذلك بتطاول كبير، تتعمق نتائجه الكارثية التى تسحب من رصيد معاركنا الوطنية النبيلة، فى الوقت الذى ينظر فيه أعداؤنا إليها بتقدير كبير، ودراستها حتى لا تتكرر مرة ثانية، وأذكر أن كاتبنا الكبير فهمى هويدى كان قد أطلق دعوة منذ سنوات حول ضرورة ألا تبقى معارك الماضى هى الحاكمة فى التقاء الناصريين والإخوان، وربما يكون قد حدث بعض التطور فى هذا، ومع ذلك ما توصل إليه ناجح إبراهيم يعجز البعض عن الوصول إليه، إما كبرًا أو عصيانًا على الفهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة